ومعنى: (قسى) جمع قوس - و (نشابهم): جمع نشاب وهو النيل والملحوظ أن ما في الأصل للسيوطى (قشابهم) وفى القاموس مادة (قشب) قال: سيف قشيب مجلو، وصدئ: ضده، والقشيب: قصر باليمن، والجديد والخلق: ضده. وعليه فيكون قشاب جمع قشيب والمعنى - من سيوفهم كلها أو ثيابهم كلها. وفى ابن ماجه: قشابهم وهى جمع: قشاب: وهو النبل. (١) الحديث أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب (الجهاد والسير) باب: غزوة حنين جـ ٣ صـ ١٤٠٢ رقم ١٧٧٧ تحقيق محمد فؤاد عد الباقى قال: وحدثنا زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفى، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنى إياس بن سلمة، حدثنى أبى قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو؛ فأرميه بسهم فتوارى عنى، فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبى - صلى الله عليه وسلم - فولى صحابة النبى - صلى الله عليه وسلم - وأرجع منهزما، وعلىّ بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى، فاستطلق إزارى فجمعهما جميعا ومررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأى ابن الأكوع فزعا؛ فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم فقال: "شاهت الوجوه" فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل، وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين. قال النووى في شرحه الحديث جـ ١٢ صـ ١٢٢ ط/ المطبعة المصرية قال العلماء قوله: (منهزما) حال من ابن الأكوع، كما صرح أولا بانهزامه ولم يرد أن النبى - صلى الله عليه وسلم - انهزم وقد قالت الصحابة - كلهم - رضي الله عنهم - أنه - صلى الله عليه وسلم - ما انهزم ولم ينقل أحد قط أنه انهزم - صلى الله عليه وسلم - في موطن من المواطن، وقد نقلوا إجماع المسلمين على أنه لا يجوز أن بعتقد انهزامه - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز ذلك عليه بل كان العباس وأبو سفيان بن الحارث آخذين بلجام بغلته يكفانها عن إسراع التقدم إلى العدو. وقال: ومعنى (شاهت الوجوه) أى: قبحت. وحديث أبى عبد الرحمن الفهرى في مسند الإمام أحمد مسند أبى عبد الرحمن الفهرى جـ ٥ صـ ٢٨٦. =