فقه الحنفية، وشرح العقائد للتفتازانى، وقرأ على الشيخ الإِمام الصالح شمس الدين محمَّد بن الشيخ سعد الدين بن سعد بن خليل المرزبانى الحنفى الكافية لابن الحاجب وشرحها للمصنف، ومقدمة إيساغوجى في المنطق وشرحها للكافى، وقطعة من كتاب سيبويه حلا، وسمع عليه من المتوسط والشافية وشرحها للجاربردى، ومن ألفية العراقي ولزمه حتى مات سنة سبع وستين وثمانمائة، وأخذ الفرائض والحساب عن العلامة فرضى زمانه الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الشارمساحى الذي كان يقال إنه بلغ السنن العالية وجاوز المائة، قرأ عليه في شرحه على المجموع.
وقد أجيز العلامة السيوطي بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين وثمانمائة في هذه السنة (أي في سن الخامسة عشرة) فكان أول شيء ألفه شرح الاستعاذة والبسملة، وأوقف عليه شيخ الإِسلام علم الدين صالح البلقيني فكتب عليه تقريظا، ثم لزم درسه في الفقه من شوال سنة خمس وستين وثمانمائة إلى أن مات، فلازم ولده؛ فقرأ عليه من أول التدريب لوالده السراج البلقيني إلى باب الوكالة، وسمع عليه من أول الحاوى الصغير إلى العدد، ومن أول المنهاج إلى الزكاة؛ ومن أول التنبيه إلى قريب من باب الزكاة، وقطعة من الروضة من باب القضاء، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي، ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها، وأجازه بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين وثمانمائة وحضر تصديره. فلما توفى سنة ثمان وسبعين وثمانمائة لزم شيخ الإِسلام شرف الدين المناوى فقرأ عليه قطعة من المنهاج، وسمعه عليه في التقسيم إلى مجالس معينة، وسمع دروسا من شرح البهجة للعراقى ومن حاشيته عليها، ومن تقسيم البيضاوى وغيره، ولزمه إلى أن مات، ولزم في الحديث والعربية الشيخ الإِمام العلامة تقى الدين الشمنى فواظبه أربع سنين من شوال سنة ثمان وستين وثمانمائة، وسمع عليه المطول والتوضيح والمغنى، وحاشية عليه، وشرح المقاصد للتفتازانى، وقرأ عليه من الحديث كثيرا، ومن علومه شرحه على نظم النخبة لوالده، وكتب له تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك، وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفه، وشهد له غيره مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه ورجع إلى قوله مجردًا في حديث.