للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَمَى بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ خَافَ مِنْ قَوْم العْنَسِىِّ فَعَدَا عَلَى دَاذَوَيْه فَقَتَلَهُ لِيُرْضِيَهُمْ بِذَلِكَ، وَكَانَ دَاذَوَيْهِ فِيمَنْ حَضَرَ قَتْلَ العَنْسِىِّ أَيْضًا، فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى المُهَاجِرِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنِ ابْعَثْ إِلَىَّ بِقَيْسٍ في وَثَاقٍ، فَبَعَثَ (بِهِ) إِلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فِى قَتْلِهِ وَقَالَ: اقْتُلهُ بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ -يَعْنِى دَاذَوَيْهِ- فَإِنَّ هَذَا لِصٌّ عَادٍ، فَجَعَلَ قَيْسٌ يَحْلِفُ مَا قَتَلَهُ، فَأَحْلَفَهُ أبُو بَكْرٍ خَمْسِينَ يَمينًا عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مَا قَتَلَهُ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ قَاتِلًا، ثمَّ عَفَا عَنْهُ، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: لَوْلَا مَا كَانَ مِن عَفْوِ أَبِى بَكْرٍ عَنْكَ لَقَتَلتُكَ بَداذَوَيْه، فَيَقُولُ قَيْسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ وَاللَّه أَشْعَرْتَنِى! مَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ إِلَّا اجْتَرَأ عَلَىَّ وَأَنَا بَرِئٌ مِنْ قَتْلِهِ، فَكَانَ عُمَرُ يَكُفُّ بَعْدُ عَنْ ذِكْرِه، وَيَأْمُرُ إِذَا بَعَثَهُ في الجُيُوشِ أَنْ يُشَاوَرَ وَلَا يُجْعَلَ إِلَيْهِ عَقْدُ أَمْرٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ لَهُ عِلمًا بِالْحَرْبِ وَهُوَ غَيْرُ مَأْمُونٍ".

ابن سعد (١).


(١) الأثر في كنز العمال، ترجمة (قيس بن مكشوح المرادى -رضي اللَّه عنه-) جـ ١٣ ص ٥٧٤ رقم ٣٧٤٧٦ بلفظ المصنف.
وفى الطبقات الكبرى لابن سعد، ترجمة (قيس بن مكشوح) جـ ٥ ص ٣٨٣ أثر بلفظ: قيس بن مكشوح فارس مذحج وفد على النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو الذى قتل الأسود العنسى الذى تنبأ باليمن.
وفى ترجمة (عمرو بن معديكرب) في الطبقات جـ ٥ ص ٣٨٣، ٣٨٤ أثر بلفظ: وكان عمرو بن معديكرب فارس العرب، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم عمرو بن معديكرب في عشرة من زبيد المدينة، فقال حين دخلها وهو آخد بزمام راحلته: من سيد أهل هذه البحرة من بنى عمرو بن عامر؟ فقيل له: سعد بن عبادة، فأقبل يقول راحلته حتى أناخ ببابه، فخرج إليه سعد فرحب به وأمر برحله فحط وأكرمه وحياه، ثم راح به إلى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فأسلم وأقام أياما، وأجازه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما كان يجيز الوفد، وانصرف راجعا إلى بلاده، فلما قبض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ارتد عمرو بن معديكرب فيمن ارتد باليمن، ثم رجع إلى الإسلام، وهاجر الى العراق، وشهد فتح القادسية وكبرها وأبلى بلاء حسنا.
وفى ترجمة (فروة بن مسيك) في الطبقات، جـ ٥ ص ٣٨٢، ٣٨٣ أثر بلفظ: قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنى عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم فروة بن مسيك المرادى سنة عشر على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مفارقا لكندة تابعا للنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان رجلا له شرف، فأنزله سعد بن عبادة عليه، ثم غدا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو جالس في المسجد فسلم عليه، ثم قال: يا رسول اللَّه أنا لمن ورائى من قومى. قال: أين نزلت؟ قال: على سعد بن عبادة، قال: بارك اللَّه على سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>