للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣/ ٢٥ - " عَنْ أَبِى قلاَبَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ في خِلاَفَة عُثْمَانَ جَعَلَ المُعَلِّمُ قِرَاءَةَ الرَّجُلِ وَالْمُعَلِّمُ يُعَلِّمُ قِرَاءَةَ الرَّجُلِ، فَجَعَلَ الْغِلمَانُ يَتَلَقَّوْنَ فَيَخْتَلِفُونَ حَتَّى ارْتَفَعَ ذَلِكَ إِلَى الْمُعَلِّمِينَ حَتَّى كَفَرَ بَعْضُهُمْ بِقَرَاءَةِ بعض، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: أَنْتُمْ عِنْدِى تَخْتَلِفُونَ وَتَلْحَنُونَ، فَمَنْ نَأى عَنِّى مِنَ الأمْصَارِ أشَدُّ اخْتلاَفًا وَأَشَدُّ لَحْنًا، فَاجْتَمِعُوا يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدِ فَاكْتُبُوا لِلنَّاسِ إِمَامًا، قَالَ: أَبُو قِلاَبَةَ: فَحَدَّثنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى دَاودَ: هَذَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ جدٌّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كنْتُ فيمَنْ أُمْلِىَ عَلَيْهِمْ فَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا في الآيَة، فَيَذْكُرُونَ الرَّجُل قَدْ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ غَائِبًا أَوْ في بَعْضِ الْبَوَادِى فَيَكْتُبُونَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، وَيَدَعُونَ مَوْضِعَهَا حَتَّى يَجِئَ أَوْ يُرْسَلَ إلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْمُصْحَفِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الأمْصَارِ: إنِّى قَدْ صَنَعْتُ كَذَا وَمَحَوْتُ مَا عِنْدِى، فَامْحُوا مَا عِنْدَكُمْ ".

ابن أبى داود، وابن الأنبارى، ورواه خط في المتفق والمفترق، عن أبى قلاِبَةَ، عن رجلٍ مِنْ بَنِى عامر يقالُ له أنسُ بن مالكٍ القُشَيْرِىِّ بدل مالك بن أنس (١).

٣/ ٢٦ - " عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلىَّ بْنَ أبِى طَالِبٍ يَقُولُ: يَا أيُّهَا النَّاسُ لاَ تَغْلُوا في عُثْمَانَ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ إلاَّ خَيْرًا في الْمَصَاحِفِ وَإحْرَاقِ الْمَصَاحِفِ، فَوَالله مَا فَعَلَ الَّذِى فَعَلَ في الْمَصَاحِفِ إلاَّ عَنْ مَلأ مِنَّا جَمِيعًا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ في هَذِهِ الْقِرَاءَةِ؟ فَقَدْ بَلَغَنِى أَنَّ بَعْضَهُمْ يقُولُ: إِنَّ قِرَاءَتِى خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَهَذَا يَكَادُ أنْ يَكُونَ


= وانظر فتح البارى شرح صحيح البخارى كتاب (فضائل القرآن) باب: جمع القرآن، ج ٩ ص ١١ رقم ٤٩٨٧.
(١) الأثر في كنز العمال جمع القرآن، ج ٢ ص ٥٨٢ رقم ٤٧٧٦ بلفظ المصنف وعزوه.
وقال الشيخ الهندى: (فاكتبوا للناس إمامًا) أبى: مصحفًا قدوة لمصاحف الأمصار والبلاد.
وترجمة (أبى قلابة) في تهذيب التهذيب رقم ٣٨٧، قال: هو عبد الله بن زيد بن عمر، ويقال عامر بن نابل ابن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد أبو قلابة البصرى أحد الأعلام، روى عن ثابت بن الضحاك الأنصارى، وسمرة بن جندب، ذكره بن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال: كان ثقة كثير الحديث، قال ابن المدينى: مات أبو قلابة بالشام، وروى عن هشام بن عامر ولم يسمع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>