وفى شعب الإيمان للبيهقى ج ٥ ص ٧٨ باب في المطاعم والمشارب، الأكل مما يليه رقم ٥٨٤٤ بلفظ: حدثنى عبد الله بن عكراش، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثنى بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمت المدينة فإذا هو جالس بين المهاجرين والأنصار - قال: فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرض (يعنى من الرطوبة) فقال: من الرجل؟ قلت: عكراش بن ذؤيب فقال: ارفع في النسب، فقلت: ابن (حرقوص) بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه صدقات بنى مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "هذه إبل قومى هذه صدقات قومى" قال: ثم أمر بها أن توسم بميسم الصدقة ثم تضم إليها، ثم أخذ بيدى فانطلق بى إلى منزل أم سلمة فقال: هل من طعام، فأتينا بجفنة كثيرة الثريد و (الأدم) فأقبلنا نأكل منها، فتخبطت في نواحيها فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما بين يديه، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليسرى على يدي اليمنى فقال: يا عكراش كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر - شك عبيد الله - رطب عنى أو تمر - فجعلت آكل مما بين يدي، وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق، فقال: يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك يديه، ثم مسح بذلك كفيه وذراعيه وقال: يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار. ومعنى (عروق الأرطى): هو شجر من شجر الرمل، عروقه حمر، اهـ: نهاية. و(الوذر) فيه: فأتينا بثريدة كثيرة الْوَذْرِ أى: كثيرة قطع اللحم. والوذْرَةُ: القطعة من اللحم. والوذْر بالسكون جمعها. اهـ نهاية.