للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَزُولُونَ، وَاتَّقُوا الله الَّذِى إِلَيْهِ تَرْجِعُونَ وَعَليْه تقْدمُونَ، وَارْغَبُوا فِيمَا إِلَيْه تَصِيرُونَ، وَفِيهِ تُخَلَّدُونَ".

كر (١).


(١) الحديث في مختصر تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر المجلد ١٧ ص ١٧٣، ١٧٤ باب: ٥٤ ترجمة علقمة بن يزيد بن سويد بن الحارث، قال أبو سليمان الدارانى:
حدثنى شيخ بساحل دمشق يقال له: علقمة بن يزيد بن سويد، قال أبو سليمان - وكان من المرتدين (أى سويد بن الحارث) حدثنى سويد بن الحارث قال:
وفدت على النبى - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعة من رفقائى، فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا، فقال: ما أنتم؟ قلنا: مؤمنون، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟ قال سويد: قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن على ذلك إلا أن تكره منها شيئا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما الخمس الخصال التى أمرتكم رسلى أن تؤمنوا بها؟ قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، وفى رواية: والقدر خيره وشره. قال: فما الخمس التى أمرتكم رسلى أن تعملوا بهن؟ قلنا: أمرتنا رسلك: أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن نقيم الصلاة، ونؤتى الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت، فنحن على ذلك. قال: وما الخمس الخصال التى تخلقتم بها في الجاهلية؟ قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق عند اللقاء، ومناجزة الأعداء. وفى رواية: وترك الشماتة بالمصيبة إذا حلت بالأعداء، والرضا بالقضاء فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أدباء، فقهاء، عقلاء، حلماء، كادوا أن يكونوا أنبياء، من خصال ما أشرفها، وأزينها، وأعظم ثوابها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوصيكم بخمس خصال لتكمل عشرون خصلة. قلنا: أوصنا يا رسول الله قال: إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شئ غدا عنه تزولون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون، واتقوا الله الذى إليه ترجعون، وعليه تعرضون، قال: فانصرف القوم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد حفظوا وصيته وعملوا بها, ولا والله يا أبا سليمان ما بقى من أولئك النفر، ولا من أبنائهم غيرى، ثم قال: اللهم اقبضنى إليك غير مبدل ولا مغير قال أبو سليمان: فمات والله بعد أيام قلائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>