للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ ابْنَ مُرَّة قَدْ أَتَى بِمقَالَة ... لَيْسَتْ مَقَالَةَ مَنْ يُرِيدُ صَلَاحًا

إِنِّى لأَحْسِبُ قَوْلَهُ وَفِعَالَهُ ... يَوْمًا وَإنْ طَالَ الزَّمَانُ ذُبَاحًا

لِيُسَفِّهَ الأَشيْاخَ مِمَّن قَدْ مَضى ... مَنْ رَامَ ذَلِكَ لَا أَصَابَ فَلَاحًا

فَقَالَ عَمْرٌو: الْكَاذِبُ مِنِّى وَمِنْكَ أَمَرَّ الله عَيشَهُ وَأَبْكَمَ لِسَانَهُ، وَأَكْمَدَ أَنْسَابَهُ، وَكَانَ لَا يَجِدُ طَعْم الطَّعَامِ فَخَرَجَ عَمْرٌو بِمنْ أسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أتَوا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَيَّاهُمْ وَرَحَّبَ بِهِمْ، وَكتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، هَذِه النُّسْخَةُ: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابُ أَمَانٍ مِنَ الله الْعَزِيزِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِحَقٍّ صَادِقٍ، وَكتَابٍ نَاطِقٍ مَعَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ لِجُهَينَةَ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ لَكُمْ بُطُونَ الأَرْضِ وَسُهُولَهَا، وَتِلَاعَ الأَوْدِيَةِ وَظُهُورَهَا عَلَى أَنْ تَرْعَوْا نَبَاتَهَا، وَتَشْرَبُوا مَاءَهَا عَلَى أَنْ تُوَدُّوا الْخُمُس، وَتُصَلُّوا الْخَمْسَ، وَفِى الغَنَيْمَةِ وِالصَّرِيمَةِ شَاتَانِ إِذَا اجْتَمَعَتَا، فَإِنْ تَفَرَّقَتَا فَشَاة شَاة، لَيْسَ عَلَى أَهْلِ المثيرة صَدَقَة، وَلَا عَلَى الوَارِدَةِ لَبِقَةٌ، وَالله شَهِيدٌ عَلَى مَا بَيْنَنَا وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. كِتَاب قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ".

الرويانى، كر (١).


(١) المثيرة: هى بقر الحرث، لأنها تثير الأرض "النهاية ١/ ٢٢٩".
اللبقة: الحسنة الدَّلِّ, اهـ: القاموس، ولعله يريد أنه لا يؤخذ في الصدقة كرائم الأموال.
الدكادك: جمع دكداك، وهو ما تكبر من الرمل بالأرض، ولم يرتفع كثيرا، اهـ: نهاية.
والذباح: القتل، وهو أيضا نبت يقتل آكله، اهـ نهاية.
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ٢/ ٣١٩ - ٣٢٠ في قصة عمرو بن مرة الجهنى مع اختلاف يسير.
وفى نفس المصدر ص ٣٥١، ٣٥٢ ذكر الحديث مع زيادة في الأشعار.
وترجم له ابن حجر في الإصابة (٧/ ١٤١) وقال: وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان وقيل: في خلافة معاوية اهـ. بتصرف.
وأخرجه ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق ١٩/ ٢٨٩ في ترجمة عمرو بن مرة، بلفظ: خرجنا حُجاجا في الجاهلية من قومى، فرأبت في المنام - وأنا بمكة - نورا ساطعا من الكعبة حتى أضاء لى جبل يثرب وأشعر جهينة، وسمعت صوتا في النور وهو يقول: انقشعت الظلمات ... الحديث".

<<  <  ج: ص:  >  >>