للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مُسْنَدُ مُدْركِ بْن الحَارثِ الغَامِدِي - رضي الله عنه -)

٥٦٢/ ١ - "قَالَ كر: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرشى عَنْ مُدْرِكِ بْنِ الحَارِثِ الغَامِدِىِّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِى، فَلَمَّا كُنَّا بِمنىً إِذَا جَمَاعَةٌ عَلَى رَجُلٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ! مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا الصَّابِئُ الَّذِي تَرَكَ دينَ قَوْمِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ أَبِى حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى نَاقَتِهِ، فَذَهَبْتُ أَنَا حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِمْ عَلَى نَاقَتِى، فَإِذَا بِهِ يُحَدَّثُهُمْ وَهُمْ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ، فَوقَفَ أَبِى حَتَّى تَفَرَّقُوا عَنْ مَلَالٍ وَارْتِفَاعٍ مِنَ النَّهارِ، وَأَقْبَلَتْ جَارِيَةٌ فِى يَدِهَا قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ وَنَحْرُهَا مَكْشُوفٌ، فَقَالُوا: هَذِه بِنْتُهُ زَيْنَبُ، فَنَاوَلَتْهُ وَهِيَ تَبْكِى، فَقَالَ لَهَا: خَمِّرِى عَلَيْكِ نحرك يَا بُنَيَّةُ! وَلَنْ تَخَافِى عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً وَلَا ذُلًّا".

كر (١).


(١) أخرجه مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢٤/ ص ١٥٢ رقم ١٢٨ ترجمة: مدرك بن الحارث الغامدى له صحبة، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسكن دمشق.
عن مدرك بن الحارث الغامدى، قال: حججت مع أبي، فلما كنَّا بمنى إذا جماعة على رجل، فقلت: يا أبه، ما هذه الجماعة؟ فقال: هذا الصّابئ بدَّل دين قومه ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، فذهبت أنا حتى وقفتُ عليهم على ناقتى، فإذا به يحدّثهم وهم يردُّون عليه، فلم يزل موقف أبي حتى تفرَّقوا عن ملال وارتفاع من النهار، وأقبلَت جارية في يدها قدحٌ فيه ماء، ونحرها مكشوف، فقالوا: هذه ابنته زينب، فناولته وهي تبكى فقال لها: "خَمِّرى عليك نَحركِ يا بنيَّةٌ! ولن تخافى على أبيك غلبةً ولا ذُلًّا".

<<  <  ج: ص:  >  >>