وقوله: (أشنبُ) من الشَّنَبِ في الأسنان، وهو تحدد أطرافها. وقوله: (دقيق المَسْرُبة) فالمسربة: الشعر المسْتدِق ما بين اللبة إلى السرة. وقوله: (كأنَّ عُنَقَهُ - صلى الله عليه وسلم - جِيدُ دُقْية في صفاءِ القصة). الجيد: العنق والدمية: الصورة شبهها في بياضها بالفضة. وقوله: (بادن متماسك) البادنُ: الضخم، يريد أنه - صلى الله عليه وسلم - مع بدانته متماسك اللحم. وقوله: (سواءُ البطن والصدر) يريد أن بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره، وصدره عريض فهو مساو لبطنه. وقوله: (ضخم الكراديس) يريد الأعضاء. وقوله: (أنور المتجرد) والمتجرّدُ: ما جرد عنه الثوب من بَدَنه وهو المجرد أيضًا وأنور من النور: يريد شدة بياضه. وقوله: (طويل الزندين) الزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم، للزند رأسان: الكوع والكُرسوع. فالكرسوع: رأس الزندِ الذى يلى الخنصر والكوع: رأس الزند الذى يلى الإبهام. وقوله: (رحب الراحة) يريد واسع الراحة، وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به. وقوله: (سائر الأطراف) يريد الأصابع أنها طِوَالٌ ليست بمنعقدة ولا متغضنة. وقوله: (خمصان الإخمصين) الإخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في وسطها، أراد أن ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - مرتفع، وأنه ليس بأزج، وهو الذى يستوى باطن قدمه حتى يمس جميع الأرض. قلت: وهذا بخلاف ما روينا عن أبى هريرة في وصف النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص. وقوله: (مسيح القدمين) يعنى أنه ممسوح ظاهر القدمين فالماء إذا صب عليها مر عليها مرًا سريعا لاستوائهما وانملاسهما. وقوله: (يخْطِوُ تكفيا ويمشى هَوْنًا) يريد أنه يَمِيدُ إذَا خطا، ويمشى في رفق غير مختال. =