للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَدِيدٌ مَا كَانَ فِي العَيْشِ خَيْرٌ، فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ لِي - تَعَالَه إنَّهَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ أَخَذَ بِثَوبْهِ فالقاه عَنْهُ، فَنَظَرْتُ إلى التي بِظَهْرِهِ".

كر (١).

٦٥٤/ ١٥٢ - "عَنْ حَرْبِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بلعدوية حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلى المدِينَة فَنَزَلْتُ إلى الوَادِي وَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا وَاحِدٌ، وَإِذَا المُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِع: أَحْسِنْ مُبَايَعتِي، فَقُلْت فِي نَفْسِي: هَذَا الهَاشِميُّ الذي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ فَنَظَرْتُ فَإذَا رَجُلٌ حَسَنُ الوجْهِ، عَظيمُ الجَبْهَةِ دَقِيقُ الأَنْفِ، دَقِيقُ الحَاجِبَيْنِ، وَإِذَا من ثُغرة نحره إِلى سُرَّتِهِ مِثْلُ الخَيْطِ الأَسْوَدِ، وَإِذَا هُوَ بَيْنِ طِمْرَيْنِ ودنا منه فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ فَلَمْ أَلْبَثْ إذْ دَعَا المُشْتَرِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله قُلْ لَهُ فَلْيُحْسِنْ مُبَايَعِتي، فَمَرَّ يده وَقَالَ: أَمْوَالكُمْ تَمِلكُون إِنِّي لا أَرجو أنْ أَلْقَى الله - تَعَالَى- يَوْمَ القِيَامَةِ لا يَطْلُبُني أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِيْءٍ ظَلَمْتُهُ


(١) تهذيب ابن عساكر ترجمة سعيد بن أبي راشد ج ٦ ص ١٢٨ بلفظ قال: رأيت رجلًا على باب معاوية فقالوا هذا الجهري رسول قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمت إليه فقلت له: أنت كنت رسول قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك دعا عريفي قيصر فقال: ابغ لي رجلًا فصيحًا يبلغ هذا الرجل عني قال عريفي: فانطلق بي إليه فكتب معي إليه فقال: احفظ عني ثلاثًا: لا تذكر عنده الصحيفة ولا الليل، وانظر الذي بظهره قال: وكتب معي فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك ودفعت إليه الكتاب فدعا رجلًا يقرؤة فقلت: من هذا؟ فقيل لي معاوية فكتب اسمه عندي، وقال لي أما أنك لو كنت وافقت عندنا شيئًا أعطيناك فقال رجل من القوم: عندي يا رسول الله فكساني حلة صغرية فقلت من هذا؟ فقالوا عثمان فكتب اسمه عندي ثم قال من يقوته؟ فقال رجل من القوم أنا وسألت عن اسمه فقيل لي سعد ابن عبادة، ثم قرأ الكتاب: إنك تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء الله بالنهار فأين الليل؟ ثم قال: إن صاحب فارس مزق كتابي والله ممزق ملكه، وإن صاحبكم بلغني أنه اعتنى بكتابي وإنه لن يزال للناس منه بأس شديد ما كان في العيش خير، فلما قمت قال لي: تعاله إنها قد بقيت واحدة، ثم أخذ بثوبه فألقاه عنه فنظرت إلى التي بظهره.

<<  <  ج: ص:  >  >>