للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هامته، وكره أن يفخر عليه أحدٌ، ثم طاف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالبيت، ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أى عثمانُ! أين المفتاح؟ فقال: هو عند أمى سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدًا، قال: إنه قد جاء أمرٌ غير الأمر الذى كنا عليه، فإنك إن لم تفعلى قتلت أنا وأخى فدفعته إليه فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأحنى عليه بثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الكعبة، فكبر في زواياها وأرجائها، وحمد اللَّه -تعالى- ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين، ثم خرج فقام بين الناس، فقال علىٌّ: فتطاولت لها ورجوتُ أن يدفع إلينا المفتاح، فتكون فينا السقاية والحجابة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أين عثمان؟ هاكم ما أعطاكم اللَّه -تعالى- فدفع إليه المفتاح، ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلالٌ بن رباح، قال: عبدُ أَبى بكر الحبشى؟ قالوا: نعم قال: أين؟ قالوا: على ظهر الكعبة، قال على مرقة بنى أَبى طلحة؟ قالوا: نعم، قال: ما يقول قالوا؟ يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، قال: لقد أكرم اللَّه أبا خالد بن أسيد عن أن يسمع هذا الصوت -يعنى أباه، وكان ممن قتل يوم بدر في المشركين، وخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى حنين، وجمعت له هوازن بحنين فاقتتلوا فهزم أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال -تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} الآية، فنزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن دابته فقال: [اللهم إنك إن شئت لم تُعَبْد بعد اليوم، شاهت (*) الوجوهُ، ثم رماهم بحصباء (* *) كانت في يده، فولوا مُدبرين، فأخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- السْبَى والأموال، فقال لهم إن شئتم فالنداء، وإن شئتم فالسبى، فقالوا: لن نؤثر اليوم


(* *) شاهت: أى قبحت النهاية جـ ٢ ص ٥١١.
(* *) بحصباء: الحصباء -بالمد- الحصى مختار الصحاح ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>