اكتفى ببيان رتبته بعزو الحديث إليه، فالنسبة إليها كالنص على عدم الأخذ بها، إلا ما نص على تصحيحه.
وفائدة جمع الأحاديث الواهية والموضوعة في كتابه أن يعرفها الباحث فيتوقى الاعتماد عليها، ولذلك لم نستحسن حذفها من الجامع الكبير، حتى لا تضيع الفائدة التى قصدها جامعه - رحمه الله تعالى - وهى أن يكون ديوانًا جامعًا، ومفتاحًا لمعرفة الصحيح وغيره.
والضعيف لا يؤخذ به في الأحكام، فإذا كان من فضائل الأعمال فهو مندرج تحت النصوص العامة التى تحض على فضائل الأعمال، فللمسلم أن يختار منه ما أحب.
وهناك قواعد للعمل بالحديث الضعيف منها: أن لا يشتد ضعف أحد رواته، وألا يكون فيه مبالغة في الثواب الكثير على العمل القليل، وألا يكون معارضًا للحديث الصحيح وغير ذلك.
وقد تكلم صاحب كتاب كشف الظنون عن هذا الجامع فقال: جمع الجوامع في الحديث لجلال الدين عبد الرحمن بن بكر السيوطى الشافعى المتوفى سنة ٩١١ هـ. وهو كبير. أوله: سبحان الله مبدئ الكواكب اللوامع ... الخ. ذكر فيه أنه قصد استيعاب الأحاديث النبوية وقسمه قسمين: الأول ساق فيه لفظ الحديث بنصه: يذكر من خرجه ومن رواه من واحد إلى عشرة أو أكثر، يعرف فيه حال الحديث من حيث الصحة والحسن والضعف مرتبًا ترتيب اللغة على حروف المعجم (١) والثانى الأحاديث الفعلية المحضة أو المشتملة على قول وفعل أو سبب أو مراجعة ونحو ذلك مرتبًا على مسانيد الصحابة، قدم العشرة، ثم بدأ بالباقى على حروف المعجم في الأسماء، ثم بالكنى كذلك، ثم بالمبهمات، ثم بالنساء، ثم بالمراسيل، وطالع لأجله كتبًا كثيرة.
قال في الجامع الصغير: قصدت في جمع الجوامع جمع الأحاديث النبوية بأسرها. قال شارحه المناوى: هذا بحسب ما اطلع عليه المؤلف، لا باعتبار ما في نفس الأمر
(١) وكل ما عزى للعقيلى في الضعفاء. ولابن عدى في الكامل، وللخطيب في تاريخه ولابن عساكر في تاريخه؛ وللحكيم في نوادره. وللحاكم في تاريخه؛ ولابن الجارود في تاريخه أو للديلمى في مسند الفردوس، فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه.