للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمرِها وأشربَ من مائِها، ويُعاهدُه أن لا يسألَه غيرَ هذا، فيقرُّهُ تحتَها. ثم ترفعُ له شجرةٌ أحسنُ من الأولى وأغدقُ ماءً، فيقولُ: أي رب أقرنى تحتها لا أسألك غيرها فأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدنى أن لا تسألنى غيرها؟ فيقول: أى رب هذه لا أسألك غيرها فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة عندَ بابِ الجنَّةِ هى أحسنُ من الأُولَيَيْنِ وأغدقُ ماءً، فيقولُ: أىْ ربِّ هذَّه، قَرنى تحتها فيدنيه منها، ويعاهدُه، أن لا يسألَه غيرَها، فيسمعُ أصواتَ أهل الجنةِ فلا يَتَمَالكُ. فيقولُ أىْ ربَّ أدخلنى الجنةَ، فيقولُ الله عزَّ وجلَّ: سَلْ وتَمنَّ؛ فيسألُ ويتمنَّى مقدارَ ثَلاثةِ أيامٍ من أيام الدنيا، ويُلَقَّنُه اللهُ ما لا عِلمَ له به، فيسألُ ويتمنَّىَ، فإذا فَرغ قال: لك ما سألتَ ومثله معَهَ".

وقال أبو هريرة: "وعشرةُ أمثالِه".

"حم، وعبد بن حميد عن أبى سعيد، وأبى هريرة معا - رضي الله عنهما -.

رجال (حم) رجال الصحيح.

١٢/ ١٢ - "آخِرُ مَن يدخلُ الجنةَ رجلٌ يمشى على الصِّراطِ فهو يمشى مرَّةً ويكبُو (١) مرَّةً، وتَسْفَعُهُ (٢) النار مرَّةً، فإذا جاوزَها الْتفتَ إليها؛ فقال: تبارَك الذى نجَّانى منك: لقد أعطانى اللهُ شيئًا ما أعطاه أحدًا منَ الأوَّلينَ والآخرينَ، فتُرفعُ له شجرةٌ فيقولُ: أىْ ربّ أَدْنِنى منْ هذه الشجرةِ فَلأَسْتظِلَّ بِظِلَّها وأشربَ من مائها؟ فيقولُ الله: يا ابنَ آدمَ، لَعَلِّى إن أَعْطَيْتُكَهَا سأَلْتَنِى غيرَها؛ فيقولُ: لا يا ربَّ ويُعاهدُه أنْ لا يسألَهُ غيرَها، وربُّه يَعْذِرُهُ؛ لأنه يرى ما لا صبرَ لهُ عليه، فَيُدْنِيه منها، فيستظلُّ بظِلِّها ويشربُ من مائها، ثم تُرفعُ لَه شجرةٌ أخرى هى أحسنُ منَ الأولى، فيقولُ، أىْ ربِّ: أدْنِنِى منْ هذهَ لأِشْربَ من مائِها، وأستظلَّ بظلها، لا أسألُك غيرَها، فيقولُ: يا ابن آدمَ، أَلَم تعاهدْنى أن لا تسأَلنى غيرَها؟ (فيقول) (٣) لعلى إنْ أدْنيتك منها تسألُنى غيرَها فيعاهدُه أَنْ لا يسألَه غيرَها، وربُّه يَعْذِرُهُ؛ لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ لهُ عليهِ؛ فَيُدْنِيهِ منها فَيَسْتَظلُّ بِظلها، وَيَشربُ من مَائِها ثم ترفعُ لُه شجرةٌ عنْدَ بَابِ الجنَّة هِى أحَسنُ منَ الأُولَيَيْنِ فيقولُ: أىْ ربِّ أدْنِنِى مِنْ هذِه فَلأَسْتَظِلَّ بِظَّلِها وأَشْرَبَ مِنْ مائِها لَا أسْأَلُك غيرَها فيقولُ: يا ابن آدمَ ألَمْ تُعَاهِدْنى أنْ لا تسألَنى


(١) يكبو: الكبو السقوط على الوجه.
(٢) تلفحه لفحًا يسيرًا فيتغير لون بشرته.
(٣) هكذا في جميع الأصول وفى رواية مسلم بدونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>