للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه خِرَبٌ، وكان فيه نَخْلٌ، فَأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المُشركِين فَنُبِشَت، وبالخِرَبِ فَسُوِّيت، وبالنَّخْلِ فقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخل قِبلَةً له، وجعَلوا عِضادَتَيْهِ حِجارةً، وجَعَلوا ينقُلون الصَّخْرَ وهُم يَرْتَجِزون، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم وهو يقول: "اللَّهُمَّ إنَّهُ لا خَيرَ إلَّا خيرُ الآخِرَة فانصُرِ الأَنصارَ والمُهاجِرة" أخرجه البخاري ومسلم (١).

٢٣٤ - عن ابن شهاب قال: وكان المسجدُ مِربَدًا للتَمرِ، لِغُلامَينِ يَتيمَينِ من بَنيِ النَّجَّار في حَجْرِ أسعد بن زرارة، لِسَهل وسُهَيل ابني عمرو، وزَعمُوا أَنَّهُ كَان رِجَالٌ من المُسلِمين يُصلُّون في ذَلِك المِرْبَد قبل قدوم النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المَدينة، فأعطَياهُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: عَرَضَ عَلَيهِما أسعَدُ بن زُرارة نَخلًا له في بني بياضَةَ ثوابًا من مِرْبَدِهِما، فقالا: بل نُعطِيْه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: بل اشتراه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منهما (٢).

٢٣٥ - عن الواقدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتراه من ابني عفراء بِعشرةِ دنانير ذهبًا دفعها أبو بكر الصديق، وذلك لكونهما يتيمين، فَأحَبَّ أن لا يقبله إلا بالثَّمنِ. أخرجه وقاله البيهقي.

٢٣٦ - عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن قال: لما بنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد أعانه عليه أصحابُه وهو معهم يتناولُ الَّلبن، حتَّى اغبَرَّ صَدْرُهُ، فَقَال: "ابنوهُ عَريشًا كَعَرِيشِ مُوسى"، قال: فقلت للحسن: ما عريشُ موسى؟ قال: إذا رَفَعَ يَدَيهِ بَلَغ العَرِيشَ - يعني السَّقْفَ - (٣).


(١) رواه البخاري ٧/ ٢٠٧ في فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، ومسلم رقم (٥٢٤) في المساجد: باب ابتناء مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٢٥٨ و ٢٥٩.
(٣) "دلائل النبوة" ٢/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>