للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستماع بين الناس، وأما تفكره: فيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء [ولا] يستفِزُّهُ، وجمع له في الحذر أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهي عنه، واجتهاد الرأي بما (١) أصلح أمته، والقيام فيما جَمَعَ لهم أمر الدُّنيا والآخرة. أخرجه أبو عيسى الترمذي في "الشمائل"، وأبو عبد الله الترمذي في "النعت"، والإِمام البيهقي في كتاب "دلائل النبوة" والقاضي عياض في "الشفاء" (٢).

٦١ - عن علي رضي الله عنه قال: كان إذا وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لم يكن بالطويل الممغَّطِ، ولا بالقصير المترَدِّد، وكان رَبْعَةً من القوم، ولم يكن بالجَعْدِ القَطَطِ، ولا بالسَّبطِ، كان جَعْدًا رَجِلًا، لم يكن بالمطَهَّم ولا بالمكلْثَم، وكان في الوجه تدوير، أبيضُ مُشرَبٌ، أدعَجُ العَينَين، أهدَبُ الأشفارِ، جَلِيلُ المُشاشِ، والكَتِدِ، أجرِدُ ذو مسْرُبة، شَثْنُ الكَفَّين والقدمين، إذا مشى تقلَّع كأنما يمشي في صَبَب، وإذا التفت التفت معًا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجودُ الناس صَدرًا، وأصْدَقُ الناس لهجَةً، وألْينهم عريكةً، وأكرمهم عِشْرةً (٣) من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبَّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله. أخرجه الترمذي في "جامعه" (٤).

٦٢ - عن مقاتل بن حيان، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى - صلى الله عليه وسلم -: يا عيسى جِدَّ في أمري، ولا


(١) في "الدلائل": فيما.
(٢) رواه الترمذي في الشمائل حديث رقم (٦) باب ما جاء في خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والبيهقي ١/ ٢١٢ و ٢١٢ في "دلائل النبوة" باب جامع صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشمائله.
(٣) في الأصل: عشيرة.
(٤) رواه الترمذي رقم (٣٦٤٢) في المناقب باب رقم ١٩ وفي سنده ضعف وانقطاع، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>