للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهْزَل، واسمع وأطِعْ، يا ابنَ الطاهر البكر البتول، إنك من غير فحل، وأنا خلَقتُك آيةً للعالم، فإياي فاعبد، وعليَّ فتوكل، فسِّر لأهل سوران بالسريانية، بلِّغ مَن بين يديك أنِّي أنا الله الحيُّ القيوم (١) الذي لا أزول، صدِّقوا النبي الأميَّ صاحب الجمل والعمامة (وهي التاج) والنعلين، والهراوة (وهي القضيب) الجعدُ الرأس، الصَّلتُ الجبين، المقرونُ (٢) الحاجبين، الأنجلُ العينين، الأدعَجُ، الأقمرُ اللون، الأقنى (٣) الأنف، الكثُّ اللحية، كأنَّ عنقهُ إبريقُ فضَّة، كأنَّ الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من لَبَّتِهِ إلى سُرَّته تجري كالقضيب، ليس على صدره ولا بطنه شعر غيره، شثنُ الكفين والقدمين (٤) إذا مشى كأنما يتقلَّع من الصخر منحدر في صبب، ذو النسل القليل. إنما نسله من المباركة خديجة، لها في الجنة بيت من قصب، لا سَخَبَ فيه ولا نَصَب، تكفُلُهُ في آخر الزمان كا كفَلَ زكَرَيا أمَّك، له منها ابنته فاطمة، له منها فرحان (٥) مستشهدان، حسن وحسين، كلامه القرآن، ودينه الإِسلام، طوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه، قال عيسى - صلى الله عليه وسلم - يا رب وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي، أصلها من رضواني، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، وريحها ريح المسك. قال عيسى: يا رب اسقنى منها، قال حرام يا عيسى على النبيين أن يذوقوها حتى يشرب منها ذلك النبي الأمي، وحرام على


(١) في الأصل: القائم.
(٢) جاء في حديث هند بن أبي هالة: "سوابغ في غير قرن". قال ابن الأثير في "النهاية": القرن بالتحريك: التقاء الحاجبين، وهذا خلاف ما روت أم معبد فإنها قالت في صفته: "أزج أقرن"، أي: مقرون الحاجبين، والأول الصحيح في صفته.
(٣) في الأصل: أقنى.
(٤) في الأصل: والصدر، وهو خطأ. يقال: شثن الكف والقدم، أي: غليظ الكف والقدم.
(٥) كذا في الأصل: فرحان ولم نقف له على أصل، ولعله فرخان بالخاء المعجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>