الأمم أن يشربوها حتى تشرب أمة ذلك النبي. أخرجه أبو عبد الله الحكيم الترمذي في "النعت".
٦٣ - وأخرجه البيهقي عن مقاتل بن حيان قال: أوحى الله إلى عيسى. . إلى قوله: ذو النسل القليل، ووقفه على مقاتل (١).
٦٤ - عن وهب بن منبه أن الله تعالى أوحى إلى شعيا، نبي [من أنبياء بني] إسرائيل عليه السلام أن قُلْ لِقومكَ: إني قد قَضَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَومَ خلقتُ السمواتِ والأرضَ أمرًا حَتمًا عليَّ إِنفاذُهُ، فسَلْهُم ما هوَ، وفي أي زمان يكون؟ قد يبِسَت ألسنَةُ الفُقَراء والمَسَاكِين من العَطَشِ، وطلبوا الماء فلم يَقْدِروا عليه، وأنا الله إلهُهم، يدعوني فلا أستجيب لهم، أُفَجِّرُ في الجبالِ الأنهارَ، وفي الصَّحاري العيونَ، وفي المفاوِزِ الينابيعَ، أعتد الصَّنَوبَرَ في الفلوات، والآس في المفَاوِزِ، والمُلكَ والحِكمَةَ في الرُّعاةِ والنُّبُوَّة في الأجَراء، والعِزَّ في الأذِلاء، والقُوَّة في الضُّعفاءِ، والعزَّةَ في الأقِلاءِ, والمدائنَ في الفَلَواتِ، والأجسامَ في الصَّحاري والبراري، والعلم في الجَهَلةِ, والحِكمَةَ في الأميِّين، فسلهُم من القائم بهذا، ومتى هو، وعلى يد من أؤسِّسه، ومن أعوانُ هذا الأمْرُ وأنصَارُه؟ فإنِّي باعثٌ لذلك نبيًّا أميًّا، أعمى من عُميان، ضالًّا من ضالِّين، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا سَخَّابٍ في الأسواق، ولا متزيِّن بالفُحشِ، ولا قَوَّالٍ بالخَنا، أنا الله ربُّ الأربابِ، أنا الَّذي رفعتُ السَّماء فمَدَدْتُها، ووضَعتُ الأرضَ فَدَحَيتُها، ونصَبتُ الجبال فأرسَيتُها، وخَلَقْتُ كُلَّ شيءٍ وجَعَلتُ النَّسَم والأرواح في جوفِ أهْلِها، أدعو عبدِي للصّدق، وأبعثه بالحَقِّ، وأؤيّده على البلاغِ، وأُنزلُ عليه روحي، وأبعثه أعمى من عميان، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخَّاب في الأسواق، يمرُّ على القصبِ الزَّعزاعِ فلا يسمع من تحت قَدَمَيْه،
(١) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ٢٨٠ و ٢٨١ باب صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.