ويمر إلى جنب السِّراج فلا يطفئه من سكينته، يحكم بالقسْطِ، ويظهر دينه على الأديان، ويجوز حُكْمُه خلفَ البحار، ولا يُنيرُ باطلًا، ولا يطفئ حقًا، أبعثه شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، أفتَحُ به آذانًا صُمًّا، وأختن به قُلوبًا غُلفًا، أفُكُّ به الأسارى من الحبسِ والرِّباط، وأُخرِجُ به العُميان من الظلماتِ إلى النور، أُسَدِّدُه لكُلِّ جميلٍ، وأهبُ له كل خُلُق كريم، أجعل السَّكينة لباسَهُ، والبرَّ شِعارَهُ، والتقوى ضميرُه، والحِكمَةَ معقوده، والصِّدقَ والوفاء طبيعته، والمعروفَ خُلُقَهُ، والعدلَ سيرَتَهُ، والحقَّ شريعتَهُ، والهَديَ إِمامَهُ، والإِسلام مِلَّتَهُ، وأحمدَ اسمَهُ، أهدي به مِنَ الضَّلالة، وأعلِّم به بعد الجهالة، وأكثر به بعد القِلَّة، وأغني به بعد العَيْلَةِ، وأجمَع به الفُرقَةَ، وأؤلِّف به قلوبًا مختلفة وأهواءً مشتَّتة وأمورًا مفِّرقة، وأجعلُ أُمَّتَهُ خيرَ أمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ يأمرونَ بالمَعْرُوف وينهَونَ عنِ المُنْكَر، ويوحِّدونَ لي إيمانًا وإخلاصًا وتصديقًا لما جاءت بِهِ رُسُلِي، أُلْهِمُهم التَّوحيدِ، والتكبيرَ، والتحميدَ، والتَّسبيحَ، في مساجدهم ومضاجعِهم ومنقلبهم ومثواهم، يصلُّون لي قيامًا وقعودًا, وركوعًا وسجودًا، ويَخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي أُلوفًا، ويقاتِلُون في سبيلي صُفوفًا وزحوفًا، يُطَهِّرون الوجوه والأطراف، ويشدُّون الأُزُرَ في الأَنصافَ، ويُكَبِّرون ويُهَلِّلون على الأشراف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلُهُم صُدورُهم، رهبان بالليل، لُيوثٌ بالنَّهار، ذلك فضلي أوتيهِ من أشاء، وأنا ذو الفضْلِ العَظِيم. أخرجه أبو عبد الله الحكيم في كتاب "النعت".
٦٥ - عن عبد الله بن سلام قال: مكتوبٌ في التوراة صفة محمد، وعيسى يدفن معه، فقال أبو مودود المدني: قد بقي في البيت موضع قبر. أخرجه الترمذي (١).
(١) رواه الترمذي رقم (٣٦٢١) في المناقب باب رقم (٣) وإسناده ضعيف ومع ذلك، فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.