وأبدلت الميم همزة، وقيل: منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان وهو كساء من الصوف له خمل ولا علم له وهو من أدون الثياب.
"بابل": الصقع المعروف بالعراق، ألفه غير مهموز، قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال، ولا أعلم أحدًا من العلماء حرم الصلاة في أرض بابل، ويشبه إن ثبت الحديث، أن يكون نهاه أن يتخذها وطنًا ومقامًا، فأما إذا أقام بها جازت صلاته فيها، وهذا من باب التعليق في علم البيان، أو لعل النهي له خاصة ألا تراه قال: نهاني ومثله حديثه الآخر: نهاني أن أقرأ ساجدًا أو راكعًا، ولا أقول: نهاكم، ولعل ذلك إنذار منه بما لقي من المحنة بالكوفة، وهي أرض بابل، قاله في "النهاية".
وقوله:"رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق بصق على البوري"، هي الحصير المعمول من القصب، ويقال: باريَّة وبورياء، قاله في "النهاية".
قوله:"وفي يده عرجون ابن طاب" العرجون: هو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق، وهو فعلون من الانعراج: الانعطاف، ويقال: عذق ابن طاب، ورطب ابن طاب، وتمر ابن طاب: هو نوع من أنواع تمر المدينة، منسوب إلى ابن طاب رجل من أهلها.
قوله: في حسن التعليم: "واثكل أمياه"، الثكل بضم الثاء وإسكان الكاف، وبفتحها لغتان كالبُخل، والبَخل، وأمياه بكسر الميم.
وقوله:"وجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم"، يعني: فعلوا هذا لينبهوه, وهذا محمول على أنه كان قبل أن يشرع التسبيح من نابه شيء في صلاته.
وقوله:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح. . . إلى آخره" دليل على تحريم الكلام في الصلاة، سواء كان لحاجة أو غيرها، وسواء كان لمصلحة الصلاة أو غيرها.