وقوله:"ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر" البضعة، بفتح الباء الموحدة: القطعة من اللحم، وكان الأكل من كل واحدة سنة، كان هذا الفعل أسهل في فعله، لأن الأكل من مرقه أكل من الجميع.
وقوله:"فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر" فيه حذف تقديره: فطاف بالبيت طواف الإفاضة، ثم صلى الظهر.
وقوله:"يسقون على زمزم"، أي يغرفون بالدلاء ويصبونه في الحياض ونحوها، ويسبلونه للناس.
وقوله:"لولا أن يغلبكم الناس" أي: لولا خوفي أن يعتقد الناس أن ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الإسقاء لاستقيت معكم لكثرة فضله.
وزمزم: البئر المشهورة، بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثون ذراعًا، سميت زمزم لكثرة مائها، يقال: ماء زَمزم، وزمزام، وزُمازم: إذا كان كثيرًا.
قوله:"نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها"، نضره وأنضره بالضاد المعجمة، أي: نعمه، ويروى بالتخفيف والتشديد: من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه والبريق، وإنما أراد حسن خلقه وقدره.
وقوله:"ثلاث لا يغل" بالغين المعجمة: من الأغلال: الخيانة في كل شيء ويروى: يَغِلُّ بفتح الياء من الغل: وهو الحقد والشحناء، أي: لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ويروى يغل بالتخفيف من الوغول: الدخول في الشر، والمعنى أنه هذه الخلال الثلاث تُستصلَحُ بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدخل والشر، و"عليهن" في موضع الحال، تقديره: لا يغل كائنًا عليهن قلب مؤمن.