للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما مسلم فإنه لم يخرِّج في كتابه عن عِمْران القطَّان، على أنه صدوقٌ في روايته، وقد احتجَّ به البخاري في "الجامع الصحيح" (١)، وأنا بمشيئة الله أُجري الأخبار التي سَقَطَت على الشيخين في كتاب الدَّعَوات على مذهب أبي سعيد عبد الرحمن بن مَهْدي في قَبولها:

١٨٢١ م - فإنِّي سمعتُ أبا زكريا يحيى بن محمد العَنْبري يقول: سمعتُ أبا الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظليَّ يقول: كان أَبي يَحكي عن عبد الرحمن بن مهديٍّ يقول: إذا رَوَيْنا عن النبي في الحلال والحرام والأحكام شدَّدْنا في الأسانيد وانتقَدْنا الرجال، وإذا رَوَيْنا عنه في فضائل الأعمال والثَّواب والعِقاب والمباحات والدَّعَوات، تساهَلْنا في الأسانيد (٢).

١٨٢٢ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا هارون بن سليمان الأصبهاني، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدثنا سفيان، عن منصورٍ والأعمش [عن ذَرٍّ] (٣) عن يُسَيْع الحضرمي، عن النُّعمان بن بَشِير قال: سمعتُ النبي يقول: "إنَّ الدُّعاء هو


(١) علَّق له حديثًا واحدًا برقم (٤١٢٥) في باب غزوة ذات الرقاع.
(٢) وأخرج المصنف هذا الأثر بهذا الإسناد أيضًا في "المدخل إلى كتاب الإكليل" ص ٢٩، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" ١/ ٣٤، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (١٢٦٧).
وروي نحوه عن أحمد بن حنبل، فيما أخرج الخطيب في "الكفاية" ص ١٣٤ من طريق أبي عبد الله النوفلي، عن أحمد بن حنبل قال: إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والسنن والأحكام، تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا ولا يرفعه، تساهلنا في الأسانيد.
(٣) سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "تلخيص الذهبي" ومن "شعب الإيمان" للبيهقي (١٠٧٠) حيث رواه عن المصنف نفسه بهذا الإسناد، وهو ثابت في سائر مصادر التخريج التي أوردت الحديث من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وصنيع المصنف في الحديثين بعده يدل على ثبوته في هذا الموضع، والله أعلم. وذر هذا: هو ابن عبد الله بن زُرارة المُرْهِبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>