للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله بحَقِّه، فما حَقُّه؟ قال: "أن لا تَقتُلَ به مُسلمًا ولا تَفِرَّ به عن كافرٍ" قال: فدفعَه إليه، وكان إذا أرادَ القِتالَ أعْلَمَ بعِصابةٍ، قال: قلتُ: لأنظُرنّ اليومَ كيف يَصنَعُ، قال: فجعلَ لا يَرتفعُ له شيءٌ إِلَّا هَتَكَهُ وأَفْرَاه، حتى انتهى إلى نِسوةٍ في سَفْح الجبلِ معهن دُفُوفٌ لهنٌ، فيهن امرأةٌ وهي تقول:

نَحنُ بَناتُ طارِقْ … نَمشِي على النَّمَارِقْ

إن تُقبِلُوا نُعانِقْ … ونَبَسُطِ النَّمَارِقْ

أو تُدبِروا نُفارقْ … فِراقَ غَيرِ وَامِقْ

قال: فأَهْوى بالسيفِ إلى امرأةٍ ليَضربَها، ثم كَفَّ عنها، فلما انكشفَ القِتالُ، قلتُ له: كلَّ عمَلِك قد رأيتُ ما خَلا رَفْعَك السيفَ على المرأة، ثم لم تَضربْها! قال: إني واللهِ أكرمتُ سيفَ رسولِ الله أن أَقتلَ به امرأةً (١).

صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

ذكرُ مناقب ثَعْلبة بن عَنَمة الأنصاري -

٥٠٩٠ - أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني أبو الأسود، عن عُرْوة، في تسمية من شهد بدرًا مع رسول الله من


(١) إسناده حسنٌ من أجل عُبيد الله بن الوازع، فقد روى عنه حفيدُه عمرو بن عاصم وعبد الله بن المبارك في كتابه "الجهاد" (١٢١) وعبد الأعلى بن محمد البصري في جزء من حديث أبي علي الصواف (٥٠)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عنه الذهبي في "الكاشف": صدوق، وهو كما قال، وأخطأ ابن حجر في "التقريب" فجهَّله.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٩٧٩)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (٣٨٥)، والطبري في "تاريخه" ٢/ ٥١٠ - ٥١١، وفي "تهذيب الآثار" في القسم المفرد فيه مسانيد بعض العشرة ص ٥٤٨ - ٥٤٩، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣ من طريق عن عمرو بن عاصم، بهذا الإسناد. وجاء في رواية البزار التصريح بأنَّ المرأة التي كانت تقول الشعر المذكور هي هند يعني بنت عُتبة امرأة أبي سفيان. وصحَّحه الطبري في "التهذيب".

<<  <  ج: ص:  >  >>