للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٤٩ - ومن تفسير سورة الحُجرات

٣٧٦٢ - حَدَّثَنَا علي بن عبد الله الحَكِيمي ببغداد، حَدَّثَنَا العبَّاس بن محمد بن حاتم الدُّورِي، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: لما نَزَلَت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ﴾ [الحجرات: ٣]، قال أبو بكر الصِّدِّيق: والذي أَنزَلَ عليك الكتابَ يا رسول الله، لا أُكلِّمُكَ إِلَّا كأَخِي السَّرَارِ حتَّى أَلقى الله ﷿ (١).


(١) ضعيف لاضطرابه، فإنَّ محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة الليثي - وإن كان صدوقًا حسن
الحديث، قد اختُلف عليه في وصله وإرساله. سعيد بن عامر: هو الضُّبعي.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن" (٦٥٣) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد موصولًا.
وخالف عبّادُ بن العوَّام - وهو ثقة - فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلًا لم يذكر فيه أبا هريرة. أخرجه هكذا البيهقي في "شعب الإيمان" (١٤٣١)، وابن عبد البر في "بيان العلم وفضله" (٢٣٧١)، من طريقين يشدُّ أحدهما الآخَر عن عبّاد.
وخالف سعيدًا وعبادًا يزيدُ بنُ هارون - وهو ثقة أيضًا - فرواه عند ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٦١ عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلًا أيضًا.
وسيأتي من حديث أبي بكر نفسه برقم (٤٤٩٨)، لكن إسناده ضعيف جدًّا.
وأصحُّ من ذلك: أنَّ عمر بن الخطاب هو الذي كان يُحدِّث النَّبِيَّ بعد نزول الآية المذكورة كأخ السِّرار، كما رواه عبد الله بن الزبير عنه فيما أخرجه أحمد ٢٦/ (١٦١٣٣) والبخاري (٧٣٠٢)، بل جاء في رواية عبد الله بن الزبير عبارة: ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.
وكأنها من ابن أبي مليكة الراوي عن ابن الزبير. وقد كان أبو بكر الصديق جدَّه لأُمِّه، فسماه أبًا، وهو سائغ عند العرب.
على أنه لا يمنع أن يكون كلٌّ من الصّدِّيق والفاروق كانا بعد ذلك يحدِّثان رسولَ الله كأخي السِّرار مع ما كان فيهما كليهما من الأدب الجمِّ مع رسول الله . والخُلُق الرفيع رضوان الله عليهما جميعًا.
قوله: "كأخي السِّرار" السِّرار: الكلام السِّر، والمعنى: كالمناجي سرًّا لا يكاد يُسمع صوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>