للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٣٧٦٣ - أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارِمي، حَدَّثَنَا سليمان بن عبد الرحمن الدِّمشقي، حدثني سليمان بن عُتْبة، قال: سمعتُ يونس بن مَيسَرة بن حَلبَس يحدِّث عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي الدَّرداء، عن رسول الله أنه سُئِلَ فقيل: يا رسول الله، أرأيتَ ما نعملُ، أشيءٌ قد فُرغَ منه أو شيءٌ نستأنفُه؟ قال: "كلُّ امرِئٍ مهيَّأٌ لما خُلِقَ له".

ثم أقبل يونسُ بن ميسرة على سعيد بن عبد العزيز، فقال له: إنَّ تصديق هذا الحديث في كتاب الله ﷿، فقال له سعيد وأين يا ابنَ حَلبَس؟ قال: أمَا تسمعُ الله يقول في كتابه: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾ [الحجرات: ٧ - ٨]، أرأيتَ يا سعيدُ لو أنَّ هؤلاء أُهمِلوا كما يقول الأخابثُ، أين كانوا يذهبون: حيث حُبِّبَ إليهم وزُيَّنَ لهم، أو حيث كُرِّهَ لهم وبُغِّضَ إليهم؟ (١)

هذا حديث صحيح الإسناد (٢)، ولم يُخرجاه.


(١) إسناده حسن من أجل سليمان بن عتبة، وحسّنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢١/ ٣٩، والمرفوع منه صحيح بشواهده. أبو إدريس الخولاني: هو عائد الله بن عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (٣٩) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا بطوله الفريابي في "القدر" (٣٨) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، به.
وأخرج الشطر الأول منه المرفوع أحمد في "مسنده" ٤٥ / (٢٧٤٨٧) عن هيثم بن خارجة، عن أبي الربيع سليمان بن عتبة، به.
ويشهد له حديث علي في "الصحيحين"، وهو عند أحمد ٢/ (٦٢١).
وآخر عن عبد الله بن مسعود عند أحمد ٦/ (٣٥٥٣). وانظر تتمة شواهده هناك.
(٢) تعقَّبه الذهبي بقوله: بل قال ابن معين في سليمان بن عتبة: لا شيء. كذا اقتصر على قول ابن معين فيه، مع أنَّ أهل الشام - وهي بلد سليمان بن عتبة - قد وثَّقوه منهم دُحيم عبد الرحمن =

<<  <  ج: ص:  >  >>