للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾ [نوح: ١٦] قال: وجهُه إلى العَرْش، وقَفَاهُ إلى الأرض (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

[٧٢ - تفسير سورة الجن]

٣٨٩٩ - أخبرنا مُكرَم بن أحمد القاضي ببغداد، حدثنا عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدثنا يحيى بن حمّاد، حدثنا أبو عَوَانة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: ما قرأَ رسولُ الله على الجنِّ ولا رآهم، ولكنه انطَلَق مع طائفة من أصحابه عامِدِين إلى سوق عُكَاظٍ، وقد حِيلَ بين الشياطينِ وبين خَبَرِ السماء، وأُرسِلَت عليهم الشُّهُب، فرجعوا إلى قومِهم فقالوا: ما هذا إلَّا شيءٌ قد حَدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرض ومغاربَها (٢) فانظُروا هذا الذي قد حَدَثَ، فانطلَقوا يَضرِبون مشارقَ الأرض ومغاربَها يبتغون ما هذا الذي قد حالَ بينَهم وبينَ خَبَرِ السماء، فهناك حين رَجَعُوا إلى قومِهم فقالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ


(١) إسناده ضعيف، فإنَّ فيه علّةً، وهي أنَّ هدبة بن خالد خالف عفانَ بن مسلم في إسناده، فقد رواه هدبة - كما في كتاب "العظمة" لأبي الشيخ (٦١٤) - عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مهران عن ابن عبَّاس، وهذه الرواية أرجح من رواية عفان عن حماد عن يونس - وهو ابن عبيد البصري - عن يوسف بن مهران، وهدبة وعفان وإن كانا ثقتين في حماد بن سلمة، فإنَّ هدبة يمتاز بأنه كان له نسختان من حديث حماد، واحدة مرتّبة على شيوخه، والأخرى مرتّبة على تصنيف الموضوعات، فهذا مما يقدّمه في حماد عند الخلاف، ومما يؤيد روايته أنَّ أحمد بن حنبل وأبا داود وأبا حاتم الرازي ذكروا أنه لا يُعلَم روى عن يوسف بن مهران غير علي بن زيد بن جدعان، وابن جدعان ضعيف.
وأخرج نحوه أبو الشيخ أيضًا (٦١٩) من طريق الحسين بن واقد، عن معمر، عن قتادة، عن ابن عبَّاس قال: وجهه يضيء السماوات، وظهره يضيء الأرض. وهذا إسناد منقطع، قتادة لم يسمع من ابن عبَّاس.
(٢) لفظ "ومغاربها" من المطبوع، واستظهره في حاشية (ع) وصحَّح عليه، وسقط من (ز) و (ص) و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>