وأما آخره فقد أخرج نحوه ابن بطة في "الإبانة" ٣/ ٣٣٩ من طريق الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مقسم، عن ابن عبَّاس في قوله ﷿: ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، قال: ألستم قومًا عربًا؟ هل تكون نسخة إلّا من كتاب؟ وهذا إسناد قوي. ورواه الأعمش عنده أيضًا عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. ورجاله ثقات. ومعنى كلام ابن عبّاس في هذه الآية - على ما ذكر ابن كثير في "تفسيره" ٧/ ٢٥٦ - : أنَّ الملائكة تكتب أعمال العباد، ثم تصعد بها إلى السماء، فيقابلون الملائكة الذين في ديوان الأعمال على ما بأيديهم مما قد أُبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة قَدْرٍ، مما كتبه الله في القِدَم على العباد قبل أن يخلقهم، فلا يزيد حرفًا ولا ينقص حرفًا. (١) إسناده صحيح. سفيان هو الثوري. وأخرجه أحمد ٣ / (١٩٩٢) عن يحيى القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد - ونقل عن سفيان أنه تشكّك في وقفه فقال: لا أعلمه إلّا عن النَّبِيّ ﷺ. والمراد بالخط: ما كانت بعض العرب تفعله من خطِّهم خطوطًا في الأرض يتكهَّنون بها.