وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٤/ ١٣٦، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٣٢١ - ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق ١/ ٤٥٤ - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١١٣٥)، والطحاوي في "مشكل "الآثار" (٤٣٦٢)، والطبراني في "الكبير" (٦٢١٣)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣٣٦٠) من طرق عن أبي عاصم الضحاك مخلد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (١٠٩١) من طريق زهير بن هنيد، عن أبي نعامة، عن أشياخ من قومه ونسوة من خالاته عن سلمان بن عامر الضبي، وكان جدَّه لأمه: أن بني طهية استعدت عليه رسولَ الله ﷺ فقالوا: يارسول الله، إن سلمان أغار علينا في الإسلام فبعث رسول الله ﷺ إلى سلمان فأتاه فقال: يا سلمان، ما يقول هؤلاء؟ " قال: ما يقولون يا رسول الله؟ قال: "يقولون: إنك أغرت عليهم في الإسلام"، قال: لا يا رسول الله، أغرت عليهم في الجاهلية، وأسلمت على المال، فقال رسول الله ﷺ: "انظروا إلى المال فإن كان مخضرَمًا فهو لسلمان، وإن كان غير مخضرم فهو لبني طهية"، فنظروا فإذا هو مخضرم، فأحرزه سلمان. قال سلمان: فقلت: يا رسول الله، إنَّ أبي كان يقري الضيف، ويكرم الجار، ويفي بالذمة، ويعطي في النائبة، فما ينفعه ذاك؟ قال: "مات مشركًا؟ " قلت: نعم، قال: "لا ينفعه ذلك" فَوَجَمَ لها سلمانُ وولَّى، فقال النبي ﷺ: "ردوا الشيخ" فرجع، فقال له النبي ﷺ: "أما إنها لا تنفعه، ولكنها تكون في عقبه؛ إنهم لن يخذوا أبدًا، ولن يذلوا أبدًا، ولن يفتقروا أبدًا". قال البغوي: هذا حديث غريب لم يرو إلَّا من هذا الوجه. ووقع فيه نسبة كل من زهير وأبي نعامة سعديًا! والمعروف أنهما عدويان. ويشهد لكون الأعمال الصالحة لا تنفع صاحبها مع كفره حديث عائشة عند مسلم (٢١٤)، وسلف برقم (٣٥٦٦). وحديث عدي بن حاتم عند أحمد ٣٠/ (١٨٢٦٢)، وابن حبان (٣٣٢).