للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الأول نيسابور بلد الإمام الحاكم، وعصره والظروف المحيطة به من النواحي السياسية والاجتماعية والعلمية]

المطلب الأول: التعريف بنَيسابُور:

نَيسابُورُ: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح السين المهمَلة وبعد الألف باءٌ منقوطة بواحدةٍ، وفي آخرها الراء، وهي أحسن مدينةٍ وأجمعها للخيرات بخُراسان، إنما قيل لها: نَيسابور، لأن سابُور مَرَّ بها، فلما نظر إليها قال: هذه تَصلُح أن تكون مدينةً، فأمَر بها فقُطع قصبُها، ثم كُنِس، ثم بُنيت، فقيل لها: نيسابور، والنَّي: القَصَب، وكان فتحُها زمن عثمان بن عفان ، على يد ابنِ خالته عبد الله بن عامر بن كُرَيزٍ في سنة تسع وعشرين من الهجرة (١).

وقد وصفَ ياقوتُ نيسابورَ بأنها: مدينةٌ عظيمةٌ، ذات فضائلَ جسيمةٍ، معدنُ الفضلاء ومَنبَعُ العلماء. قال: لم أرَ فيما طَوَّفتُ من البلاد مدينةً كانت مثلَها (٢).

وتُعدُّ نيسابورُ إحدى كبرى المدن الأربعة بخُراسان، وهي نيسابور ومَرْو وهَرَاة وبَلْخ، وأعظمها نيسابور (٣).

وكانت دارُ الإمارة أولَ الأمر في خُراسان بمَرُو وبَلْخ، إلى أيّام الطاهريّة (٤)،


(١) "الأنساب" للسمعاني، نسبة (النيسابوري). وسابُور: هو سابور بن أَرْدَشِيرَ بنَ بابَك بن ساسَان، أحدُ ملوك الفرس. "المسالك والممالك" لأبي عُبيد البَكْري ١/ ٢٨٠ - ٢٨٦.
(٢) "معجم البلدان" ٥/ ٣٣١.
(٣) "المسالك والممالك" لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الإصطخري ص ٢٥٣. وخُراسان: كلمة مركبة من "خُور" أي: شمس، و "أسان"، أي: مشرق، وكانت مقاطعةً كبيرةً من الدولة الإسلامية، تتقاسمها اليومَ عدة دول، فنيسابور في إيران، وهراة وبلخ في أفغانستان، ومرو في تركمانستان. وتقع نيسابور في جمهورية إيران شرق العاصمة طهران على بعد ٧٦٠ كم منها تقريبًا.
(٤) هذه النسبةُ لطاهر بن الحسين بن مصعب بن رُزَيق بن أسعد بن زاذَان، أبي طلحة الخُزاعي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>