وأخرج السهمي في "تاريخ جرجان" ص ٥٢٦ من طريق عبد الله بن الليث الإستراباذي، عن إسحاق بن الصلت، عن مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: رأيتُ من رسول الله ﷺ ثلاثة أشياء لو لم يأتِ القرآنُ لآمنت به؛ تصحرنا في جبَّانة ينقطع الطريق دونها، فأخذ النبيُّ ﷺ الوضوء، ورأينا نخلتين متفرقتين، فقال النبي ﷺ: "يا جابر، اذهب إليهما فقل لهما: اجتمعا لي سترًا" فاجتمعا حتى كانا أصلًا واحدًا، فتوضأ النبي ﷺ، فبادرته بالماء وقلتُ: لعلَّ الله يُطلعني على ما خرج من جوفه فأكله، فرأيتُ الأرضَ بيضاءَ، فقلت: يا رسول الله، أما كنتَ توضأتَ؟ قال: "بلى، ولكنَّا معشرَ النبيين أُمرت الأرضُ أن تُواريَ ما خرج منا من الغائط والبول"، الحديث. قلنا: وهذا خبر مكذوب، عبد الله بن الليث الإستراباذي لم نقف له على ترجمة إِلَّا عند السهمي، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكر راويين عنه، فهو مجهولٌ لا تعلم حاله، وشيخه إسحاق بن الصلت ذكر الذهبي في ترجمته من "الميزان" ١/ ١٩٢، وكذا ابن حجر في "لسان الميزان ٢/ ٦٢ أنه أتى عن مالك بخبر منكر جدًّا، والإسناد إليه مظلم.