قلنا: وقد جاء عن كعب الأحبار من قوله خلاف ما جاء هنا من علة رفع إدريس، وهو ما أخرجه الطبري في "تفسيره" ١٦/ ٩٦ بسند قوي عن هلال بن يساف: أن ابن عبّاس سأل كعبًا فقال له: ما قول الله لإدريس ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾، فقال كعب: أما إدريس فإنَّ الله أوحى إليه: إني أرفع لك في كل يوم مثل جميع عمل بني آدم، فأحب أن يزداد عملًا، فأتاه خليل له الملائكة، فقال: إنَّ الله أوحى إليَّ كذا وكذا، فكلّم لي ملك الموت فليؤخّرني حتى أزداد عملًا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاهم ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا هو على ظهري، قال ملك الموت: فالعجب بُعثتُ، وقيل لي: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك، فذلك قول الله جل وعزّ ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾. انتهى، فهذا فيه أنَّ رَفْعَه إلى السماء لأجل قبض روحه هناك. (٢) جاء هذا العنوان في النسخ الخطية مؤخرًا إلى ما بعد حديث عبد الله بن بسر، ومكانه هنا حسب ما في "تلخيص الذهبي" و المطبوع هو الأليق، لاشتمال كلام الواقدي بإثر حديث ابن بسر على ذكر إبراهيم خليل الرحمن. (٣) تحرّف في النسخ الخطية إلى: التميمي. وانظر ترجمته في "طبقات المحدثين بأصبهان" =