(١) حديث صحيح، ومحمد بن عمر الواقدي متابع. ومحمد بن عمر الواقدي هو صاحب "المبتدأ والمغازي"، وقد تُكُلِّم فيه، وأعدل الأقوال فيه ما قاله الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٩/ ٤٦٩ أنه يُحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، قال: ووزنه عندي أنه مع ضعفه يُكتب حديثه ويُروى، لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، وقال أيضًا ٩/ ٤٥٤ - ٤٥٥: جَمَعَ فأوعى، وخلط الغَثَّ بالسمين، والخرز بالثمين، فاطَّرحوه لذلك، ومع هذا فلا يُستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم. وقد صرّح الحاكم في أول كتاب معرفة الصحابة بأن هذه خطته فيما يرويه عن الواقدي، فقال: أما الشيخان فلم يزيدا على المناقب، وقد بدأنا في أول ذكر الصحابي بمعرفة نسبه ووفاته، ثم بما يصح على شرطهما من مناقبه مما لم يُخرجاه، فلم أستغن عن ذكر محمد بن عمر الواقدي وأقرانه في المعرفة. ولا يُنكر الحاكم أن يكون في كتب الواقدي بعض العجائب، ولذلك قال بإثر الخبر (٤١٣٦): قد اختصرت من أخبار يوسف ﵊ ما صح الطريق إليه، ولو أخذتُ في عجائب وهب بن منبِّه وأبي عبد الله الواقدي لطالت الترجمة بها. قلنا: والحسين بن الفَرَج - وهو المعروف بابن الخياط - متكلّم فيه أيضًا، وأعدل الأقوال فيه أنه ليس بالقوي كما وصفه بذلك أبو الشيخ الأصبهاني، وقد حمل عن الواقدي "المبتدأ والمغازي"، وأخذ ذلك عنه الحسن بن الجهم التيمي، وعن الحسن التيمي أخذه أهل أصبهان، وقد ذكر الذهبي بأنه مشاه غيرُ ابن مَعِين. قلنا: ذلك باعتبار أنه راوية الواقدي الذي أخذ عنه بعض كتبه، وممن مشّاه ابن مَنْدَه حيث نقل عنه في "فتح الباب في الكُنى والألقاب"، وكذا مشاه أبو نعيم إذ أكثر النقل عنه في "دلائل النبوة" وغيره، ومشاه المصنف أيضًا إذ روى كثيرًا مما ينقله عن الواقدي من روايته عنه، بل لم يرو في الأخبار والصحابة شيئًا عن الواقدي إلّا من طريقه. وأما الحسن بن الجهم التيمي فقد روى عنه جمع من الأصبهانيين، ولم يُطعن فيه بشيء، بل قال أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" ٣/ ٣٩٠: أدركته وعزمت غير مرة أن أذهب إليه فلم يَتَّفق. =