وأخرجه ابن حبان (٧٨) من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ١٤/ (٨٤٥٧)، وأبو داود (٣٦٦٤)، وابن ماجه (٢٥٢) من طريقين عن فليح بن سليمان، به. وخالف فليحًا زائدةُ بن قدامة - وهو أحد الثقات - فرواه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن محمد بن يحيى بن حَبّان قال: حدثني رهطٌ من أهل العراق، أنهم مرُّوا على أبي ذر فسألوه، فحدَّثهم فقال لهم … فذكر نحو هذا الحديث موقوفًا من قول أبي ذر، أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٤٤) - ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١١٢٩) - عن زائدة. وبهذا أعلَّه أبو زُرْعة الرازي فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (٢٨١٩)، وهذا الإسناد ضعيف لجهالة الرهط العراقيين. وانظر ما بعده. ويشهد له غير حديثي جابر بن عبد الله وكعب بن مالك الآتيين عند المصنف: حديثُ ابن عمر عند ابن ماجه (٢٥٣)، وحديث حذيفة عنده أيضًا (٢٥٩)، وحديث أنس عند البزار (٧٢٩٥)، وأسانيدها ضعيفة جدًّا، وفي إسناد حديث أنس سليمان بن زياد بن عبيد الله، قال الذهبي فيه في كتابه "المغني في الضعفاء" (٢٥٨٥): لا يعرف، وحديثه منكر بل باطل. قلنا: وأحسن حديث في هذا الباب وأصحُّه حديث أبي هريرة مرفوعًا في أول من يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة، وذكر منهم: "ورجل تعلَّم العلمَ وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك =