وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادره" (٣٦١) عن محمد بن موسى الحرشي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (١٧٤٠)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" ١/ ٩١ - ٩٢ و ٩٢، وابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه الكبير" ٢/ ٨٢٤، والطبراني في "المعجم الكبير" ٢٥/ (٤٤٥) من طرق عن سعد أبي عاصم، بهذا الإسناد. وزاد ابن شبة في روايته الأولى: قال سعد: فقلتُ لها: ما له لم يقل للآخر؟ قالت: أراه كان منافقًا. قلنا: والمحفوظ في هذا الحديث ما رواه البخاري (٥٧٠٥) ومسلم (٢٢٠) من حديث ابن عباس، ومسلم (٢١٨) من حديث عمران بن حصين، وما سيأتي من حديث ابن مسعود عند الحاكم برقم (٨٤٨٣)، من أنَّ السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يَستَرْقون ولا يتطيّرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، وليس خاصًّا بأهل بقيع الغرقد، وفي هذه الأحاديث قصة عكاشة. (١) اختُلف في ضبط اسمها وفي اسم أبيها، فقال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" ٢/ ٨٩٩: وأمَّا جُدَامة بالجيم بزيادة هاء، فهي جُدَامة بنت وهب الأسدية، رَوَت عن النَّبِيِّ ﷺ، روت عنها عائشةُ أم المُؤْمِنين. وهي بالجيم والدال غير معجمة، ومن ذكرها بالذال فقد صحَّف. ونقل مسلم في "صحيحه" بإثر (١٤٤٢) عن خلف بن هشام إعجامَ ذالها، ثم قال: والصحيح ما قاله يحيى (يعني ابن يحيى النيسابوري) بالدال. وقال الحافظ ابن حجر في "تبصير المنتبه" ١/ ٢٤٦: جُدامة بنت وهب، صحابية، والجُدَامة السَّعَفة، وبمعجمة: خُدامة بنت جندل الأسَدية، صحابية أيضًا. فصيَّرها ثنتين، وترجم لبنت جندل ولبنت وهب في "الإصابة". ومثله صنع صاحب "القاموس"، فقال في (جدم): وجُدامَةً، كثُمامةٍ، بنتُ وهْبٍ، وبنتُ جَنْدَلٍ، وبنتُ الحارثِ: صحابيَّاتٌ. ونقل السهيلي في "الروض الأنف" ٤/ ١٦٨: بسنده عن أبي عمر الزاهد المطرِّز قال: الجدَّامة بتشديد الدال، طرف السعفة، وبه سُميت المرأة، وكانت جدامة بنت وهب تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، وأما جدامة بنت جندل فلا تعرف في آل جحش الأسديين ولا في غيرهم، ولعله وهمٌ وقع في الكتاب، وأنها بنت وهب بن محصن بنت أخي عكاشة بن محصن كما قدمنا، والله أعلم.