ثالثها: ما رواه ابن أبي شيبة ١٠/ ٥٢٠، وأحمد ٢٥/ (١٦٠٠١) عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال: سمعت أبا حبة البدري قال: لما نزلت: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ فذكر الحديث. وعمار بن أبي عمار تأخرت وفاته إلى ما بعد ١٢٠. فهذه الأحاديث التي صرَّح فيها هؤلاء التابعون المتأخرة وفاتهم بسماعهم من أبي حبة تدل على أنه صحابي آخر غير الذي استُشهد في أحد. وإليه ذهب الواقدي في "مغازيه" فقد نقل الحافظ ابن حجر في "التقريب" عنه: أنَّ الذي شهد بدرًا واستُشهد بأحد هو غير أبي حبة الذي روى حديث الإسراء وحديث ﴿لَمْ يَكُنِ﴾، وروى عنه ابنُ حزم وعمارُ بن أبي عمار، فإنَّ شيخ عمار بقي إلى خلافة معاوية لتصريح عمار بالسماع منه، والله أعلم. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٢/ (٨٢٠) عن معاذ بن المثنى، عن مسدد بن مسرهد، بهذا الإسناد. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" ٤/ ٢٩٧، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ٩/ ١٢٩ - ١٣٠، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص ٨٣٦ من طرق عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن يوسف، به. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن صالح -وهو المصري كاتب الليث- وقد توبع. وأخرجه البخاري (٣٤٩) نهاية حديث أبي ذر الطويل عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك أحمد ٣٥/ (٢١٢٨٨)، والبخاري (٣٣٤٢)، ومسلم (١٦٣)، وابن حبان (٧٤٠٦) من طرق عن يونس بن يزيد، به.