للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شديدُ العطش، قالوا: لا، ولكن ندعُكَ تموتُ عطشًا، قال: فاعتممتُ وضربتُ رأسي في العِمامة ونمتُ في الرَّمضاء في حرٍّ شديد، فأتاني آتٍ في منامي بقَدَحِ زجاجٍ لم يَرَ الناسُ أحسنَ منه، وفيه شرابٌ لم يَرَ الناسُ ألذَّ منه، فأمكنني منها، فشربتُها، فحيث فرغتُ من شرابي استيقظتُ، ولا والله ما عطشتُ ولا عرفتُ عطشًا بعد تلك الشَّربة، فسمعتُهم يقولون: أتاكم رجلٌ من سَرَاة قومِكم فلم تَمجَعُوه بمَذْقة! فأَتوني بمُذَيقَتِهم (١)، فقلتُ: لا حاجةَ لي فيها، إنَّ الله أطعَمَني وسقاني، فأريتُهم بَطْني، فأسلموا عن آخرِهم (٢).

ذكرُ معاوية بن حَيْدة القُشيري -

٦٨٥١ - أخبرني أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خليفة بن خيَّاط قال: معاويةُ بن حَيْدة بن معاوية بن قُشَير بن كعب بن ربيعة بن عامر،


(١) المثبت من (ز)، وفي بقية نسخنا: بمذقتهم. والمَذْقة: الشَّربة من اللبن الممزوج بالماء.
(٢) إسناده ليِّن، أبو غالب - وهو البصري صاحب أبي أمامة - مختلف في اسمه، وهو ليّن الحديث، وقد تفرَّد بهذا الخبر. وصدقة بن هرمز نقل ابن أبي حاتم ٤/ ٤٣١ عن ابن معين تضعيفه، وقد توبع. وعبد الله بن سلمة لم يؤثر توثيقه ولا تجريحه عن أحد، لكن روى عنه جمع كما في "تلخيص المتشابه" للخطيب ١/ ١٧، فهو مجهول الحال، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨٠٧٣) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (٤٠٤١) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٤/ ٦٣ - والروياني في "مسنده" (١١٨٤) من طريق عبد الله بن سلمة به.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ١٢٧ - ومن طريقه ابن عساكر ٢٤/ ٦٣ - ٦٤ - من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن صدقة بن هرمز، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٢٣٤)، والطبراني في "الكبير" (٨٠٩٩)، والبيهقي ٦/ ١٢٦، وابن عساكر ٢٤/ ٦٢ - ٦٣ و ٦٤ من طريق الحسين بن واقد، والطبراني (٨٠٧٤)، وابن عساكر ٢٤/ ٦٤ - ٦٥ - من طريق بشير بن سريج، كلاهما عن أبي غالب، به.
قوله: "تمجعوه": من المَجْع، وهو أكل التمر باللبن وهو أن يحسوَ حسوةً من اللبن ويأكل على إثرها تمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>