للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٧ - ومن تفسير سورة الحديد]

٣٨٢٦ - حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دِيزِيل، حدثنا عبد الله بن صالح المِصْري، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبيب، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، أنه سمع أبا ذرٍّ وأبا الدرداء قالا: قال رسول الله : "أنا أولُ من يُؤذَنُ له في السجود يومَ القيامة، وأولُ من يُؤذَنُ له أن يَرفَعَ رأسَه، فأرفعُ رأسي فأنظرُ بين يَدَيَّ فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمم، وأنظرُ عن يميني فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمَم، وأنظرُ عن شِمالي فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمَم" فقال رجل: يا رسول الله، وكيف تعرفُ أمَّتك من بين الأمم ما بينَ نوحٍ إلى أمَّتك؟ قال: "غُرٌّ محجَّلون من أثَرِ الوضوء، ولا يكونُ لأحدٍ من الأُمَم غيرِهم، وأعرفُهم أنهم يُؤتَون كُتبَهم بأَيمانهم، وأعرفُهم بسِيمَاهم في وجوهِهم من أثَرِ السجود، وأعرفُهم بنُورِهم الذي بينَ أيديهم وعن أيمانِهم وعن شمائلِهم" (١).


(١) حديث غريب بهذا السياق، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب": هو حديث حسن في المتابعات. ويزيد بن أبي حبيب كان يدلِّس، وهذا لم يسمعه من عبد الرحمن بن جبير، بينهما فيه سعد بن مسعود التجيبي المصري كما سيأتي، وسعد بن مسعود هذا كان رجلًا صالحًا له فقه في الدِّين، إلّا أنه لا يعرف أنه أسند غير هذا الحديث، ولم يوثقه غير ابن حبان، ففي حاله جهالة في باب الرواية، وانظر ترجمته في "الثقات" لقاسم بن قطلوبغا ٤/ ٤٤٥ وغيره، وأما عبد الرحمن بن جبير فالصواب - فيما يغلب على ظننا - أنه المصري المؤذَّن مولى نافع بن عمرو القرشي العامري، وليس بعبد الرحمن بن جبير بن نفير، كما وقع مسمًّى هنا، فإنَّ هذا شاميٌّ ولا يقع حديثه إلّا عند الشاميين لم يرو عنه المصريون شيئًا، ثم إنه صغير لم يدرك أبا ذر ولا أبا الدرداء، ويروي عنهما بواسطة أبيه، أما عبد الرحمن بن جبير المصري فإنه أدركهما وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وهذا الذي يقع حديثه عند المصريين، وكلا الرجلين ثقة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢٤٩٠) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ورواه عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، واختُلف عليه فيه، فرواه عنه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (١٠٣) و "زهده" برواية نعيم بن حماد (٣٧٦) - ومن طريقه أحمد ٣٦/ (٢١٧٣٩)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>