للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

ذكر مناقب الطُّفيل بن عَمرو الدَّوْسي -

٥٢١٢ - حدثنا أبو عبد الله الأصبَهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، قال: أسلم الطُّفيل بن عمرو وتَبِعَ رسول الله بمكةَ، ثم رجع إلى قومِه من أرض دَوسٍ، فلم يزل مُقيمًا بها حتى هاجر إلى المدينة بعد بدر وأُحد والخندق، حين قَدِمَ بمن أسلَم معه من قومِه ورسولُ الله بخَيبرَ، ثم لَحِق برسولِ الله بخيبرَ، فأسهَمَ لهم مع المسلمين (١).

٥٢١٣ - أخبرني محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العَتَكي، حدثنا الفضل


= عُبيد الله بن عمر، فهو من أشهر شيوخه، ثم إنه لا يُعرف من رواية عمر بن نافع إلّا من هذه الطريق التي فيها هذا الرجل الذي لم نتبيّنْه، فلا اعتبارَ بها.
فأرجح هذه الطرق طريق الحسن بن علي الخَلّال عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن نافع عن عبد الله بن نعيم بن النحّام، وقد صرَّح فيها ابن جريج بسماعه من نافع، فانتفت شبهة تدليسه، فالإسناد صحيح إن شاء الله.
ويغلب على ظنِّنا أنَّ مَن ذكر فيه عبدَ الله بن عمر بن الخطاب دخل له هذا الحديث بحديث نافع عن ابن عمر الذي أخرجه البخاري (٦٣٢) ومسلم (٦٩٧) وغيرهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رسول الله كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلةٌ باردةٌ، أو ذاتُ مطر في السفَر، أن يقول: "ألا صلُّوا في رحالكم".
وبذلك يكون نافع مولى ابن عمر قد روى حديث عبد الله بن نُعيم بن النحّام، وروى حديثَ مولاه عبد الله بن عمر بن الخطاب، ووهم من أدخل هذا في ذاك، والله تعالى أعلم.
وقوله: "لا حرج" أي: من قعد فلا حرجَ عليه، كما في رواية أحمد وغيره.
(١) وهو في "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٤/ ٢٢٣ عن محمد بن عمر الواقدي، لكن أسنده عن عبد الله بن جعفر المَخْرَمي عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي عن الطفيل بن عمرو، فذكر قصة إسلامه مطولة، ورجوعه إلى أرض دوس، ثم مجيئه بعد خيبر مباشرة. ورجاله من فوق الواقدي ثقات، لكنه مُنقطع فإنَّ عبد الواحد لم يدرك الطفيل بن عمرو، لكن رَوى مثلَ هذه القصة محمدُ بنُ إسحاق عن الطفيل بن عمرو كما في "سيرة ابن هشام" ١/ ٣٨٢ - ٣٨٥، ولم يذكر ابن إسحاق إسناده إلى الطفيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>