لكن جاء هذا القدرُ من الخبر في رواية سفيان بن عُيينة عن الزُّهْري عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٣٢٢) وابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ٢٢٦ وغيرهما متصلًا بالخبر، إلَّا أنه جاء بلفظ: فشق ذلك على المسلمين مشقّة شديدة، وقالوا: عثمان في فضله وصلاحه يُقال له هذا؟! فلما دَفَنَ رسول الله ﷺ بعض أهله قال: "رُدَّ على سلفنا عثمان بن مظعون"، فقالوا: سلفُ رسول الله ﷺ السلف الصالح. وكذلك جاء في رواية النعمان بن راشد عن الزُّهْري فيما أسنده عنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٣٢٤) إذ أحال على حديث ابن عُيينة. فكذلك إذًا هي رواية ابن عيينة والنعمان بن راشد عن الزُّهْري بإبهام الذي دُفِنَ من أهله ﷺ، وقد جاء في عدة طرق أنه إبراهيم ابن النبي ﷺ، فيُحمل عليه: كما أخرجه الطبراني في "الكبير" (٨٣٧)، وضياء الدين المقدسي في "مختارته" ٤/ (١٤٥٧)، وعلَّقه البخاري في "تاريخه الكبير" ٧/ ٣٧٨ من طريق عبد الرحمن بن واقد العطار، عن معمر بن يزيد السّلمي عن الحسن البصري عن الأسود بن سريع قال: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه، فلما مات إبراهيم ابن رسول الله ﷺ قال: "الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون". ورجاله لا بأس بهم. لكن يؤيده ما أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (٦٣٦) عن محمد بن هارون بن المجدّر عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزُّهْري، عن إبراهيم بن قدامة بن إبراهيم، عن أبيه مرسلًا مثلُه. ويؤيدهما كذلك ما أخرجه ابن سعد في "طبقاته" ١/ ١١٩ عن محمد بن عمر الواقدي، عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة مرسلًا أيضًا. (١) تحرَّف في أصولنا الخطية إلى عليه، هكذا غير مُعجَم إلَّا في (ز) و (ب) فجاء بياء تحتانية، =