(١) وهو عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٩/ ٣٩٣، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٥/ ١٨١ من طريق رضوان بن أحمد، عن أحمد بن عبد الجبار. وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٤٥٧ - ٤٥٨، وهي من روايته عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق. (٢) قد روي صلاة عثمان بن عفان على أبي طلحة الواقدي كما سيأتي برقم (٥٥٩٤) عن جماعة من التابعين. وهو قول محمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن بُكَير كما رواه عنهما الطبراني في "الكبير" (٤٦٨٤) و (٤٦٨٥). وقول أبي الحسن المدائني كما نقله عنه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "التاريخ" (١٧٥٦) وغيرهم. ويخالفه ما سيأتي برقم (٥٦٠٥) عن أنس بن مالك: أنَّ أبا طلحة غزا البحر، فمات، فطلبوا جزيرة يدفنونه، فلم يقدروا عليه إلّا بعد سبعة أيام وما تغيَّر. وانظر كلام المصنّف هناك في توجيه الخلاف. وقد ثبت ما يدلُّ على أن وفاة أبي طلحة كانت بعد عثمان بن عفان بزمن، وهو ما صحَّحه ابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ١٩٢، ورجّحه ابن الأثير في "أسد الغابة" ٢/ ١٣٨، وابنُ حجر في "الإصابة" ٢/ ٦٠٨، محتجِّين بحديث أنس بن مالك الآتي عند المصنّف برقم (٥٦٠٣) بسند صحيح: أنَّ أبا طلحة صام بعد رسول الله ﷺ أربعين سنة لا يفطر إلّا يوم فطر وأضحى، فدلَّ ذلك على أنَّ وفاة أبي طلحة كانت بعد خمسين سنة من الهجرة، وأنه يؤيده ما رواه عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بسند صحيح عند مالك في "موطئه" ٢/ ٩٦٦، وأحمد ٢٥/ (١٥٩٧٩)، وصحَّحه الترمذي (١٧٥٠)، أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعودُه … وذلك أنَّ عُبيد الله بن عبد الله لم يكن في خلافة عثمان ممن يصحُّ سماعُه، فدلَّ على صحة كونه مات بعد الخمسين أي بعد عثمان بزمنٍ. وعليه فيكون حديث أنس في وفاة أبي طلحة في البحر ودفنه في بعض الجُزر أصح من رواية من أثبت وفاته بالمدينة وصلاة عثمان بن عفان عليه.