للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٠٥ - تفسير سورة الفيل]

٤٠١٨ - أخبرنا أبو زكريا العَنبرَي، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن قابوس بن أبي ظَبْيان، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: أقبلَ أصحابُ الفيل حتى إذا دَنَوْا من مكة استقبلَهم عبدُ المطَّلب، فقال لملكِهم: ما جاء بك إلينا، ما عنَّاكَ يا ربَّنا (١)، ألا بعثتَ فنأتيَكَ بكل شيءٍ أردتَ، فقال: أُخبِرتُ بهذا البيتِ الذي لا يَدخُلُه أحدٌ إِلَّا أَمِنَ، فجئتُ أُخِيفُ أهله، فقال: إِنَّا نأتيكَ بكل شيءٍ تريد فارجِعْ، فأبى إلا أن يَدخلَه، وانطلَقَ يسيرُ نحوه، وتَخلَّف عبدُ المطَّلب فقام على جبل، فقال: لا أَشهَدُ مَهلِكَ هذا البيتِ وأهلهِ، ثم قال:

اللهمَّ إن لكلِّ إلهٍ حِلالًا فامنَعْ حِلَالَكْ

لا يَغلِبَنَّ مِحالُهُم [أبدًا] (٢) مِحالَك

اللهمَّ فإنْ فعلتَ فأمْرٌ ما بَدَا لَكْ

فأقبلَتْ مثلُ السَّحابة من نحو البحر حتى أظلَّتهم طيرٌ أبابيلُ، التي قال الله ﷿: ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾ قال: فجعل الفيلُ يَعِجُّ عَجًّا ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ (٣).


(١) مكان قوله: "يا ربنا" بياض في (ص) و (ع)، والرب هنا بمعنى السيِّد.
وقوله: ما عنّاك، أي: ما دفعك إلى هذا التعب والنَّصب فتجيء إلينا.
(٢) هذه اللفظة من المطبوع، وهي في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(٣) إسناده فيه لين من أجل قابوس بن أبي ظبيان، لكن هذه الحادثة مشتهرة في كتب السيرة وغيرها، وشهرتها تغني عن إسنادها.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٢١ - ١٢٢ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وانظر "سيرة ابن هشام" ١/ ٤٩ - ٥٠.
قال السُّهيلي في "الروض الأنف" ١/ ٢٦٦: الحلال في هذا البيت: القوم الحُلول في المكان … =

<<  <  ج: ص:  >  >>