وأخرجه البخاري في "صحيحه" (١٦٧١) من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطَّلب، عن سعيد بن جبير، حدثني ابن عباس: أنه دفع مع النبي ﷺ يوم عرفة، فسمع النبيُّ ﷺ وراءه زجرًا شديدًا، وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: "أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإنَّ البر ليس بالإيضاع". هكذا ليس فيه أنَّ ابن عباس كان رديفَ النبي ﷺ، وليس فيه أيضًا أنه سمع النبيَّ ﷺ يقوله، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٥/ ٥١١ عند شرح الحديث (١٦٦٦): أنَّ مسلمًا روى من طريق عطاء عن ابن عباس عن أسامة في أثناء حديث، قال: فما زال يسير على هينته حتى أتى جمعًا. قال الحافظ: وهذا يُشعر بأنَّ ابن عباس إنما أخذه عن أسامة. قلنا: ويدل عليه أيضًا رواية مقسم عند ابن عباس عن أسامة المتقدمة برقم (١٧٢٧)، وعلى ذلك تدل أيضًا رواية قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن أسامة عند أحمد ٣٦/ (٢١٧٥٦) وغيره. وأخرجه النسائي (٤٠٠١) من طريق أبي غطفان بن طريف أنه سمع ابن عباس يقول: لما دَفَعَ رسولُ الله ﷺ شَنَق ناقتَه حتى إن رأسها ليمسُّ واسطة الرحل، وهو يقول للناس: "السكينة السكينة" عشية عرفة. كذلك ليس فيه ذكر الارتداف. (١) تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: أبو، والتصويب من "نسب قريش" لمصعب الزبيري ص ٣٩٥، حيث جاء فيه: وأما أبو شرحبيل فهو عبد الله بن عمرو بن المطاع. وكذلك سماه الزبير بن بكار ابن أخي مصعب الزبيري كما في "تاريخ دمشق" ٢٢/ ٤٦٧، حيث قال: شرحبيل بن عبد الله بن عمرو بن المطاع، فاتفق هو وعمُّه مصعب في تسمية شرحبيل، على أنَّ كنية شرحبيل في رواية الأكثرين أبو عبد الله. (٢) كذلك سماه مصعب بن عبد الله الزبيري، ووافقه ابن أخيه الزبير بن بكار، وتبعهم ابن =