للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اختلفَ عُتبةُ وعُبيدةُ بينهما ضربتَين، كلاهما أثبتَ صاحبَه، وكَرَّ حمزةُ وعليٌّ على عُتبة فقتلاهُ واحتَمَلا صاحبَهما عُبيدة، فجاء به إلى النبي ، وقد قُطِعت رجلُه ومُخُّها يسيلُ، فلما أتوا بعُبيدة إلى رسول الله قال: ألستُ شهيدًا يا رسولَ الله؟ قال: "بلي"، فقال عُبيدة: لو كان أبو طالب حيًّا لعَلِمَ أنَّا أحقُّ بما قال منه حيثُ يقول:

ونُسلِمُه حتى نُصرَّعَ حَولَهُ … ونُذهَلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ (١)

ذكر مناقب عمير بن أبي وقاص، أخو سعدٍ

قُتِل يومَ بدرٍ .

٤٩٢٥ - أخبرني مَخلَد بن جعفر الباقَرْحِيّ، حدثنا محمد بن جَرِير الفقيه، حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي، حدثنا يعقوب بن محمد الزُّهْري، أخبرنا إسحاق بن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: عَرَضَ رسولُ الله جيشَ بدرٍ، فردَّ عُميرَ بن أبي


(١) رجاله ثقات، لكن ما وقع هنا من ذكر عُتبة أنه كان خصمًا لعُبيدة وهمٌ الظاهر أنه من قِبلَ المصنف نفسِه، وذلك أن البيهقي روى هذا الخبر في "دلائل النبوة" ٣/ ١٠١ - ١١٤ عن المصنِّف بإسناده الذي هنا نفسِه وبإسناد آخر عن موسى بن عقبة من رواية ابن أخيه إسماعيل بن إبراهيم بن عُقبة عنه، فذكر أنَّ خصم عُبيدة بن الحارث كان شيبة بن ربيعة لا عُتبة، مع أنَّ البيهقي ساق الخبر بلفظ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، غير أنه كان إذا وجد فرقًا بين الروايتين خلال سياقه الخبر نبه عليه بقوله: قال ابن فُليح في روايته كذا، فلما لم ينبه هنا دلَّ على اتحاد الروايتين في ذكر الخصمين المذكورين، أبي عُبيدة وشيبة، والله تعالى أعلم.
وكَرَّ، أي: عَطَفَ ورجع.
وقوله: "ونُسلِمُه" بالرفع معطوف على ما في بيتٍ سابق، أي: لا نُسلِمُه، من: أَسلَمه، بمعنى: سلَّمه لفلان، أو من أَسْلَمَه، بمعنى خَذَلَه. ونُصرَّع ونُذهَل بالبناء للمفعول، قاله عبد القادر البغدادي في "خزانة الأدب" ٢/ ٦٤.
والحلائل: جمع حَلِيلة وهي الزوجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>