للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَمِيل بن مَعْمَر، وكان يُقال لجميل: ذو القَلْبين، من عقلِه، حتى قال الله: ﴿مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مَّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ [الأحزاب: ٤]، وشهِدَ مع رسولِ الله حُنينًا، ومات شُرحبيل بن حَسَنةَ يومَ اليرموك في خلافة عمر سنة ثمانَ عشرةَ (١).

٥٢٨٣ - أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحَسن، حدثنا الحُسين، حدثنا محمد بن عُمَر، قال: وشُرحبيل بن حَسَنة وحسنةُ أمُّه، وهي عَدَوْلِيَّة، وأبو شُرحبيل: عبد الله بن المُطاع بن عمرو، من كِنْدة حليفٌ لبني زُهرة، يكنى أبا عبد الله، وهو من مُهاجري الحبشة الهجرةَ الثانية (٢).


= حزم في كتبه، وهو خلاف قول سائر من ترجم لشرحبيل، حيث قالوا هو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عمرو، بتقديم المطاع على عمرو، فالله أعلم.
(١) وهو في "نسب قريش" لمصعب بن عبد الله الزبيري، لكن دون ذكر وفاة شرحبيل. وقال مصعب فيه، وكانت تحته (أي تحت سفيان بن معمر الجمحي) حَسَنة التي ينسب إليها شرحبيل، وكان سفيانُ تبنّى شُرحبيلَ وتبنَّتُه حَسَنةُ، وليس بابن لواحد منهما. كذا قال مصعب الزبيري هناك، وهو خلاف قوله هنا حديث أطلق أنها أمُّه وفاقًا لقول سائر من ترجم له، والله أعلم.
وقد وقع في ذكر وفاة شرحبيل هنا خطأ شنيع، وهو قوله: مات يوم اليرموك سنة ثمان عشرة، وما قال أحدٌ بأنَّ اليرموك كانت سنة ثمان عشرة، ومعلوم أنَّ شرحبيل إنما مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، فلعلَّ قوله هنا: يوم اليرموك سبق قلم، والله أعلم، ومنشؤه أنَّ شُرحبيل بن حَسَنة كان أحد أمراء جيش المسلمين يوم اليرموك، فسبق القلم إلى ذكر اليرموك في وفاة شرحبيل، وإنما أراد طاعون عمواس، فهو الذي كان سنة ثمان عشرة، ولشرحبيل فيه خطبة مرويّة ستأتي برقم (٥٢٨٨).
(٢) الحسن: هو ابن الجَهْم، والحُسين: هو ابن الفَرج، ومحمد بن عمر: هو الواقدي.
وقد ذكر ابن سعد في "طبقاته" ٤/ ١١٩ مثلَ قول الواقدي دون نسبته إليه غير أنه تحرَّف فيه لفظة: عَدَوليّة، إلى: عدوية.
وقوله: عَدَوْلِيّة: نسبة إلى عَدَوْلَى من ناحية البحرين، كما قال مصعب الزبيري في "نسب قريش" ص ٣٩٥.
وسيأتي برقم (٥٢٨٦) من مرسل عُروة بن الزبير: أنَّ النجاشي بعث أم حبيبة إلى النبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>