وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ١/ ١٧٦ من طريق عبد الرحيم بن واقد، عن عبد الكريم بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، عن ليلى مولاة عائشة وحاجبتها، عن عائشة، أنها قالت: قلت: يا رسول الله، إنك إذا خرجت من المَخرج دخلت في أثرك، فلم أرَ شيئًا، وأجد رائحة المسك، فقال رسول الله ﷺ: "إنا معاشر الأنبياء، بُنيت أجسادنا على أرواح الجنة، فما خرج منها شيء ابتلعته الأرض". فجعله من مسند عائشة. وعبد الرحيم بن واقد قال الخطيب في "تاريخه" ١٢/ ٣٧٠: في حديثه غرائب ومناكير لأنها عن الضعفاء والمجاهيل، وعبد الكريم قال ابن حبان في "الثقات": مستقيم الحديث، وقال الأزدي: واهي الحديث، وأبو عبد الله مجهول كما تقدم. وأخرجه كذلك ابن سعد في "الطبقات" ١/ ١٤٤، والطبراني في "الأوسط" (٧٨٣٥)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ١/ ٢١١، وفي "دلائل النبوة" (٣٦٤)، من طريق إسماعيل بن أبان الوراق، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، تدخل الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى! قال: "أوما علمتِ يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شيءٌ؟ ". وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به إسماعيل بن أبان. قلنا: إسناده هالك، عنبسة وشيخه ابن زاذان متروكان. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٢٤٦ - ٢٤٧، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٢٣٢، والبيهقي في "الدلائل" ٦/ ٧٠، والخطيب في "تاريخ بغداد" ٨/ ٦٠٧ - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية (٢٨٨) - من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه. وقال البيهقي عقبه: هذا من موضوعات الحسين بن علوان لا ينبغي ذكره، ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته ﷺ كفاية عن كذب ابن علوان. قلنا: والحسين بن علوان كذَّبه ابن معين وغيره. =