وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٩٥٤) عن الحاكم، عن أبي العباس المحبوبي، بإسناده. وأخرجه أبو العباس السرّاج في "حديثه" بتخريج زاهر الشّحّامي (١٥٩٥) من طريق أبي أحمد الزُّبَيري، وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (١٥٤٨) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن مالك بن مِغوَل، بهذا الإسناد. وقد روي هذا الحديث من طريق معمر عن الأعمش عن طلحة، كما سيأتي برقم (٢١٣٧) بلفظ: "زيّنوا أصواتكم بالقرآن"، وقد حمل الخطابي في "المعالم" ١/ ٢٩٠ معنى الحديث على وفق رواية معمر، فقال: معناه: زيّنوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب المقلوب، كما قالوا: عرضتُ الناقةَ على الحوض، أي: عرضت الحوضَ على الناقة … ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح. ثم رواه بإسناده إلى عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (٤١٧٦) - عن معمر، عن منصور. قلنا: فرواه معمر إذًا عن منصور والأعمش، كلاهما عن طلحة، بتقديم الأصوات على القرآن. وممن سبق الخطابيَّ إلى تأويل هذا الحديث على وَفق رواية معمر: أبو بكر الكلاباذي في "بحر الفوائد" ص ٥٩، واحتجَّ بحديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص ١٦٠ و ٢٢٨، وأبو عوانة (٣٨٩٣)، كلفظ رواية معمر، وهذا يؤكد صحة القول بأنَّ الحديث تأويله على القلب، كما حكاه الخطابي عن بعض أئمة الحديث، والله تعالى أعلم. وسيأتي من طرق أخرى عن ابن مصرِّف بالأرقام (٢١٢٨) و (٢١٣٤) و (٢١٣٥) و (٢١٣٧ - ٢١٥٣). وبرقم (٢١٥٧) من طريق الحكم بن عتيبة، وبرقم (٢١٥٨) من طريق زبيد بن الحارث، كلاهما عن عبد الرحمن بن عوسجة. وبرقم (٢١٥٤) من طريق أبي عمر زاذان، وبرقم (٢١٥٥) من طريق عدي بن ثابت، وبرقم (٢١٥٦) من طريق أوس بن ضَمْعَج، ثلاثتهم عن البراء بن عازب.