وخالفه أيضًا جرير بن عبد الحميد وحماد بن سلمة ويزيد بن الهاد وخالد بن عبد الله الواسطي ووُهَيب بن خالد وأبو عوانة وإسماعيل بن عياش وسليمان بن بلال وغيرهم، فرووا القسمين الثاني والثالث من الحديث - وبعضهم يقتصر على أحدهما - عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد - وبعضهم يُسمي أبا يزيد سُليمًا - عن القعقاع بن اللجلاج - وبعضهم يقول: خالد بن اللجلاج، وبعضهم يقول: أبو اللجلاج - عن أبي هريرة، وهذا الوجه أصح من الوجه الذي رواه ابن عجلان. وقد تابع سهيلًا عليه محمد بن عمرو بن علقمة، إلّا أنه كان يسمي ابنَ اللجلاج في غالب رواياته حُصينًا. وكذا تابع سهيلًا عليه عبيد الله بن أبي جعفر، لكنه كان يقول: عن أبي العلاء بن اللجلاج. وأيًّا كان اسم هذا الرجل فهو مجهول. فتحصَّل من هذا الاختلاف عن سهيل بن أبي صالح أنَّ القسم الأول صحيح محفوظ عن أبي هريرة، وأما القسمان الثاني والثالث فالمحفوظ فيهما رواية الجماعة عن سهيل، على الاختلاف في اسم ابن اللجلاج وهو مجهول، والله أعلم. على أنَّ القسمين الأول والثاني قد رُوي كلٌّ منهما من وجه آخر صحيح عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد ١٤/ (٨٤٧٩) عن يونس بن محمد، والنسائي (٤٣٠٢) و (٤٣٦٠)، وابن حبان (٤٦٠٦) من طريق عيسى بن حماد، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. لكن قال عيسى بن حماد في روايته في القسم الثالث: "الإيمان والحسد" فذكر الحسد بدل الشح. وأخرجه أحمد ١٣/ (٧٥٧٥) و ١٤/ (٨٦٣٧) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد ١٥/ (٩١٧٦)، =