وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧١١٢)، و"الصغير" (٨٩٢) عن محمد بن نوح بن حرب، عن يعقوب بن إسحاق الرازي، عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن أخيه طلحة بن سليمان، عن فياض بن غزوان، عن زبيد اليامي، عن مجاهد، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف، محمد بن نوح شيخ الطبراني لم نقف على ترجمته، ويعقوب بن إسحاق وطلحة بن سليمان مجهولا الحال، ولهما ترجمة في "الجرح والتعديل" ٩/ ٢٠٤ و ٤/ ٤٨٣ - ٤٨٤، وفياض بن غزوان ليَّنه البخاري قليلًا فيما نقله الذهبي في ترجمته من "الميزان"، وقال أحمد: ثقة، وذكره ابن حبان في "ثقاته" ٧/ ٣٢٦. وأخرج الآجري في "الغرباء" (٣٨) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن نافع بن مالك قال: دخل عمر بن الخطاب المسجد فوجد معاذ بن جبل جالسًا إلى بيت النبي ﷺ وهو يبكي، فقال له عمر: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ هلك أخوك - لرجل من أصحابه - هلك؟ قال: لا، ولكن حديثًا حدثنيه حِبّي ﷺ وأنا في هذا المسجد، فقال: ما هو يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أخبرني "أن الله ﵎ يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإن حضروا لم يُعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة". وابن أبي قتادة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "ثقاته"، ونافع بن مالك -وهو ابن أبي عامر الأصبحي عمّ الإمام مالك بن أنس - ثقة إلا أنه لم يدرك عمرَ بن الخطاب، فروايته مرسلة والإسناد إليه حسنٌ. فهذا الطريق والذي قبله يصلحان للاعتبار وتحسين الحديث إن شاء الله. وروي في كون الرياء شركًا أحاديث سيأتي الكلام عليها عند المصنف (٨١٣٦ - ٨١٣٩). وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب". أخرجه البخاري (٦٥٠٢). وآذنتُه: أعلمته وأخبرته. (١) بل له علَّة كما بيَّنّا في التعليق السابق، ثم إنَّ الشيخين لم يحتجّا بحديث الليث عن عياش بن عباس، بل إنَّ البخاري أصلًا لم يرو في "صحيحه" شيئًا لعياش بن عباس.