وأما ذكر عدد من ثبت مع النبي ﷺ، فلا نكارة فيه، ويؤيده حديث ابن عمر عند الترمذي (١٦٨٩)، قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإن الفئتين لمولّيتان، وما مع رسول الله ﷺ منة رجل. وصحَّحه الترمذي وحسَّنه الحافظُ في "الفتح" ١٢/ ٥٤٨، وجمع الحافظ بين ما وقع في رواية ابن مسعود ورواية ابن عمر، وبين ما قاله أهل السير الذين ذكروا أنَّ الذين ثبتوا تسعة أو عشرة رجال فقط، فقال: من زاد على العشرة يكون عجّل في الرجوع فعُدَّ فيمن لم ينهزم. وأخرجه أحمد ٧/ (٤٣٣٦) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، وقال فيه: فنكصنا على أقدامنا نحوًا من ثمانين قدمًا. وهو يدل على أنَّ الثمانين الذين ثبتوا يشمل من رجع بعد أن فرَّ غير بعيدٍ. وهذا يؤكد صحة ما قاله الحافظ من الجمع المذكور، والله أعلم. وأخرجه مختصرًا ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٢/ ١٤٤ من طريق عبد الله بن المبارك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: نُودي في الناس يوم حُنين: يا أصحاب سورة البقرة، فأقبلوا بسيوفهم كأنها الشُّهُب، فهزم الله المشركين.