وأخرجه الترمذي (٢٠٢٧) عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وحسَّنه. وأخرجه أحمد ٣٦/ (٢٢٣١٢) عن حسين بن محمد وغيره، عن محمد بن مطرِّف، به. وسيأتي عند المصنف برقم (١٧٠) وفيه هناك: "البذاء والجفاء" بدل: البيان. وللحديث شاهدان سيأتيان عند المصنف برقم (١٧٢) و (١٧٣). قال الترمذي: والعِيّ: قلة الكلام، والبَذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسِّعون في الكلام ويتفصَّحون فيه من مدح الناس فيما لا يُرضي الله. (١) إسناده حسن من أجل عبد الله بن أبي أُمامة. وقوله: "صالح بن أبي صالح" وهمٌ من بعض رواته، والصواب أنه صالح بن كيسان على ما جاء عند أحمد في "المسند" و"الزهد" (٣٠)، وليس كما قال المصنف لاحقًا من أنه صالح بن أبي صالح السَّمَّان، فهذا ذهولٌ منه ﵀، وصالح بن كيسان احتجَّ به الشيخان، وأما عبد الله بن أبي أمامة فلم يرو له أحدٌ منهما. والحديث في "مسند أحمد" ٣٩/ (٢٤٠٠٩/ ٥٨) وفيه تصريح ابن أبي أمامة بسماعه من أبيه. وأخرجه ابن ماجه (٤١١٨) من طريق أسامة بن زيد، عن عبد الله بن أبي أمامة، به. وأخرجه أبو داود (٤١٦١) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة. وانظر تمام الكلام على رواية ابن إسحاق هذه في "مسند أحمد". قوله: "البذاذة من الإيمان" البذاذة: رثاثة الهيئة وترك التبجُّح في الملبس. أي: أنها من سِيما أهل الإيمان، إذ معهم الزهدُ والتواضع وتركُ التكبُّر، كما كان الأنبياءُ صلوات عليهم قبلَهم في مثل ذلك. قاله الإمام الطحاوي في "شرح المشكل" ٤/ ١٩٣.