وقد روي من طريق الفُضيل بن غزوان، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، عن النبي ﷺ، قال: "ما منع قوم الزكاة إلّا ابتلاهم الله بالسِّنين"، والسِّنون: القحط والجُدوبة عامًا بعد عام. فهذا ما صحَّ عن بُريدة من الحديث، فدلَّ على أنَّ عبد الله بن بريدة روى عن أبيه هذا القدر من الحديث فقط باللفظ المذكور، وروى عن ابن عباس موقوفًا عليه الرواية بطولها، فوهم بشير بن مهاجر حيث جعل ما رواه عبد الله بن بريدة عن ابن عباس موقوفًا، من رواية ابن بريدة عن أبيه مرفوعًا، وعلى أي حال فللحديث شواهد يحسن بها. وأخرجه البيهقي في "السنن" ٩/ ٢٣١ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" للحافظ (٩٥٠) و (٢٠٣٣)، والبزار (٤٤٦٣)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير"، وأبو بكر الروياني في "مسنده" كما في "المطالب" أيضًا، وابن المنذر في "الأوسط" (٦٢٨٩)، وابن أبي حاتم الرازي في "العلل" (٢٧٧٣)، والبيهقي في "السنن" ٣/ ٣٤٦ و ٩/ ٢٣١، وفي "شعب الإيمان" (٣٠٤٠) من طرق عن عبيد الله بن موسي، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" ٣/ ٣٤٦، وفي "الشُّعب" (٣٠٣٩) من طريق الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن ابن عباس قوله موقوفًا عليه. وأخرج الطبراني في "الأوسط" (٤٥٧٧) و (٦٧٨٨)، وأبو عبد الله ابن مَنْدَهْ في "مجالس من أماليه" (١٤٥)، وتمام الرازي في "فوائده" (٩٤٠) من طريق الفضيل بن غزوان. ووقع عند الطبراني في الموضع الأول: الفضيل بن مرزوق، وابن غزوان أصح -عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة، قال: قال رسول الله ﷺ: "ما منع قوم الزكاة إلّا ابتلاهم الله بالسنين". وإسناده حسن. ويشهد للحديث بطوله حديث ابن عمر الآتي عند المصنف برقم (٨٨٣٧)، وإسناده جيد.